من واجبات الإنسان الرفق بالحيوان، تلك الصفة التي يجب أن يتحلى بها جميع الأفراد تجاه جميع الكائنات الحية. يُعدّ الرفق بالحيوان من القيم والمبادئ الأخلاقية التي تنبع من التعاطف والاحترام تجاه الكائنات الأخرى التي تشاركنا الكوكب، الحيوانات تشعر مثلنا تمامًا، إذ تُثبت الدراسات العلمية أن الحيوانات لديها قدرة على الشعور والإحساس بالألم والمتعة والراحة والخوف والمرض، ولديها نظام عصبي معقد يسمح لها بتجربة مشاعر وحواس مشابهة للبشر.
لسنوات عدّة خشي العلماء من اتهام الحيوانات بالتجسيم أو إسناد الحيوانات صفات بشرية بالخطأ، لكن الآن أصبحت الدلالات واضحة بأن للحيوانات مشاعر مثل كتاب "الوعي العاطفي: التغلب على عوائق التوازن النفسي والرحمة"، وهي محادثة بين الزعيم الروحي الدالاي لاما وبول إكمان عالم النفس الأمريكي والأستاذ الفخري بجامعة كاليفورنيا، وعلى سبيل المثال لخصت مراجعة علمية شاملة نشرتها كلية لندن للاقتصاد والعلوم السياسية في نوفمبر 2021، أن بعض اللافقاريات مثل الأخطبوطات والسرطانات قادرة على الشعور بالألم والمعاناة.
لذا يتطلب الرفق بالحيوانات ومعاملتها بلطف واحترام، كذلك توفير بيئة ملائمة لرفاهيتها. تعتبر الحقوق الحيوانية مفهومًا أخلاقيًا يؤكد أن الحيوانات تستحق الحماية والرعاية والاحترام، تشمل هذه الحقوق حق الحيوان في الحياة والحرية والعدالة والرفاهية، وفقًا لما أقرته منظمة رعاية الحيوان في المملكة المتحدة.
ويجب على البشر أن يضمنوا عدم تعرض الحيوانات للإيذاء أو المعاملة القاسية، فالرفق بالحيوانات يُعدّ جزءًا من الواجب البيئي للحفاظ على التنوع البيولوجي واستدامة النظم البيئية.
والتنوع البيولوجي يعني وجود أصناف عديدة من الكائنات الحية على سطح الأرض، والتفاعل فيما بينها؛ ابتداءً من الكائنات الدقيقة وانتهاءً بالأشجار والحيتان الضخمة.
أتذكر موقفًا لامسته بنفسي، حينما كنت أقضي يومًا برفقة أصدقائي في قريتي، عند منتصف الليل استقر كلب يظهر عليه أثر الجوع بالقرب من بقعة مائية ملوثة، وبسبب عطشه راح الكلب يشرب من تلك البقعة المائية، حتى سد عطشه وذهب في طريقه.
وبينما هو يتركنا ويمضي، دار في ذهني أكثر من سؤال؛ من المسؤول عن هذا الحيوان، وما الذي يأكله كل يوم، ولماذا لا يوجد من يُقدّم له الرعاية والأكل النظيف، تأثرت مشاعري بهذا الموقف تأثرًا شديدًا جعلتني ألتقط صورة لهذا المنظر المؤلم.
ويمكن أن نقول أن كل شيء على وجه الأرض له حقوق وواجبات، ومن حقوق الحيوان حمايتها وضمان معاملتها بعدالة ورفق، وعدم التسبب في معاناتها أو إيذائها على أي نحو، هذه الحقوق تنطلق من الاعتراف بأن الحيوانات لها قدرة على الشعور والإحساس والعيش براحة وكرامة.
كما ينبغي أن يُوفر للحيوانات الضروريات اللازمة لحياة طبيعية والحق في التجوال والتنقل بحرية في بيئتها الطبيعية، وعدم احتجازها في أماكن ضيقة وغير مناسبة وتوفير الرعاية الصحية اللازمة، ولا يمكن استخدام الحيوانات في التجارب العلمية، كما يجب البحث عن بدائل آمنة وأخلاقية لاختبار المنتجات والأدوية.
ومن حقوق الحيوان أيضًا الوعي والتثقيف حول هذه القضية، فيجب أن يشعر الناس بآلام الحيوانات ومعاناتهم، وضرورة حمايتهم، ويمكن للأفراد المساهمة في حقوق الحيوانات باتخاذ بعض الإجراءات البسيطة مثل دعم المنظمات والمشاريع التي تعمل على حمايتهم.
وبعيدًا عن المحاذير القانونية، والتشريعات الرادعة، فمن واجب الانسان المحافظة على الحيوانات، لأنها من مخلوقات الله ولهم حقوق على الانسان أن يرعاها ولا يُعرّضها إلى الأذى، كما أنني مؤيد لفكرة الرفق بالحيوان؛ لما لها من دور كبير في المجتمع وتحقيق التوازن البيئي.