عيد الأم هو مناسبة سنوية، تحتفل بها أغلب دول العالم؛ لتكريم وتقدير الأمهات ودورهن الرائع في حياتنا، ويتم الاحتفال به خلال تواريخ مختلفة، ولكن يظل الهدف واحدًا وهو التعبير عن الحب والامتنان للأمهات.
يعود أصل عيد الأم إلى العصور القديمة، إذ كانت هناك مجموعة من الاحتفالات لتكريم الأمهات والآلهة، ومع مرور السنوات تطورت الاحتفالات وتبنتها ثقافات أخرى.
في اليونان القديمة، كانت هناك احتفالية تسمى "عيد الربيع" تُكرم فيها راعيات الأغنام، والتي تعتبر رمزًا للأمومة والخصوبة، كما كان لدى الرومان احتفالية تُكرم فيها "ماغنا ماتر"، وهي إلهة الأمومة.
وتاريخ عيد الأم الحديث يعود إلى القرن العشرين، عندما بدأت حركات نسائية في العديد من الدولتطالب بتخصيص يوم لتكريم الأمهات وإبراز دورهن الهام في المجتمع، وفي عام 1908 أقامت "آنا جارفيس" ناشطة أمريكية حملة في الولايات المتحدة لإنشاء يوم رسمي للأم.
وفي عام 1914، أعلن الرئيس الأمريكي "وودرو ويلسون" عيد الأم كيوم وطني في الولايات المتحدة، ومنذ ذلك الحين انتشر الاحتفال به في جميع أنحاء العالم.
في العديد من الدول يكون الاحتفال بعيد الأم في يوم محدد من السنة، مثل الأحد الثاني من شهر مايو وفي مصر والدول العربية يكون خلال 21 مارس من كل عام، لإظهار الحب للأمهات والاعتراف بتضحياتهن وعطائهن.
تختلف طرق الاحتفال بعيد الأم حول العام، منها احتفالات بالهدايا والورود وبطاقات المعايدة، والاجتماع مع العائلة وتناول وجبة مشتركة،وتنظم بعض المدارس احتفالات خاصة للطلاب للمشاركة في الاحتفال بأمهاتهم، ويصنع الأطفال الهدايا اليدوية.
تساهم كل أم في بناء وتشكيل شخصية وقيم أبنائها، فهن الأكثر تأثيرًا على نمو الأطفالالعاطفي والاجتماعي والعقلي، كما يقدمن الدعم العاطفي والقوة في اللحظات الصعبة.
بصفة عامة، يعتبر عيد الأم فرصة للتعبير عن الحب والامتنان للأمهات وتقديرهن، بسبب دورهن الحيوي في حياتنا، فهن المعلمات والمربيات والمشجعات والداعمات، ويقدمن الحب غير المشروطوالرعاية لأبنائهن.
لا يوجد حكم ديني محدد بشأن الاحتفال بعيد الأم في الإسلام، فإنه يعتبر مسألة ثقافية واجتماعية تختلف من بلد لآخر ومن ثقافة لأخرى، ومن الناحية الدينية، في الإسلام يُوصى بإكرام الأمهات والاهتمام بهن طوال العام، وليس فقط في يوم واحد.
لأن الأم في الإسلام تحظى بمكانة عالية وتُعتبر قدوة ومصدر للرحمة والعطاء، وأوصى عليها الرسول بقوله: "الجنة تحت أقدام الأمهات"، مما يعكس أهمية احترام ورعاية الأمهات، لذلك يجب الاحتفال بشكل معتدل، دون الوقوع في المبالغة أو التعدي على القيم والتعاليم الإسلامية.
عيد الأم يحتفل به في مصر خلال 21 مارس من كل عام، ويعود سبب اختيار هذا اليوم إلى العام 1956، حين وجدت امرأة مصرية رسالة من ابنها يوم 21 مارس، وهي الرسالة الأخيرة التي تلقتها منه قبل وفاته.
كانت الرسالة تعبّر عن حبه واحترامه لها وتقديره لتضحياتها، وأحزنت هذه الرسالة الكاتب مصطفى أمين بشدة، وقرر وقتها أن يقترح تقديرًا لتلك الأم أن يكون 21 مارس يومًا رسميًا للاحتفال بعيد الأم في مصر.
وتدريجياً انتشرت هذه الفكرة واعتمدتها منظمات المجتمع المصري والحكومة، وأصبح 21 مارس هو التاريخ الذي يحتفل به العامة في مصر بعيد الأم.