لم أكن أعلم أني سأصبح معلم سباحة معتمد من الاتحاد المصري للغوص والإنقاذ، حينما كنت أسبح وأنا صغير مع أبناء عائلتي في أحد أفرع النيل، التي تشبه "الترعة"، ولكن بمساحة أكبر، وتمتد أمام منزلنا.
كان حبي للسباحة هو ما يحركني وقتها، بينما ينشغل أهلي بالخوف علىّ من الأمراض التي قد أصاب بها، ومليئًا بالملوثات مثل "البلهارسيا" وغيرها، إلا أنني أحببت الأمر.
كان أبي يعاقبني في كل مرة أعوم داخلها ولكن كنت أصرّ، فحبي كان يغلبني، وكنا نذهب أنا وأبناء العائلة إلى منزلنا هذا في رمضان، ونمارس العوم حتى المغرب، واستمر هذا حتى كبرت وبدأت أدرك أنه يوجد أماكن أخرى لممارسة السباحة مثل "حمامات السباحة في النوادي".
وتمر السنوات، وتحولت هوايتي إلى مجالي العملي، بعدما التحقت بالدراسة في كلية التربية الرياضية، لأتعلم أساسيات وأنواع السباحة، "الحرة، الظهر، الصدر، الفراشة"، وبت قادر على أن أقطع مسافة طويلة في وقت زمني قصير، وبدأت أخوض مجال التدريب أيضًا.
وصارت معلوماتي عن السباحة أكثر دقة أيضًا، وبات لدي قناعة أن تعلم السباحة وممارستها أحد الأنشطة التي نحتاج إلى التوجه إليها، لما لها من تأثير ايجابي على قوة الجسد، وتطور النفس والتحمل.
ولا يتعارض ذلك مع الشتاء ولا مع الصيام في شهر رمضان، بل على العكس، فالسباحة قبل المغرب، أحد الطقوس الجيدة التي إذا اعتادها الشخص سيلاحظ فارق كبير في حياته اليومية، خاصة وأن في هذا الوقت من اليوم لا توجد به أشعة شمس، ورمضان هذا العام جاء في وقت الشتاء، لذلك يحسن العوم فيه من الدورة الدموية وتقوية جهاز المناعة.
تساعد أيضًا السباحة في الشتاء على التعامل مع التوتر، فكل ما عليك أن تقوم به هو الذهاب إلى أقرب حمام سباحة، وتمارس تلك العادة يوميًا فبل الإفطار وتلمس بعد ذلك أثر السباحة على صحتك.
