"ع السيسبانة يا ولا ع السيسبانة".. زهرة الجوري يناقش انحياز الجدات إلى الذكور

من كواليس فيلم زهرة الجوري

كتب/ت أمنية حسن
2024-04-23 12:36:52

في قالب غنائي مُقفّى قدّمت أسماء اسماعيل تجربتها الإخراجية الأولى، زهرة الجوري، الذي عُرض كمُبارزة بين الجدة والطفلة جوري في مدة تصل إلى خمس دقائق، لمناقشة انحياز الجدات إلى الذكور. 

زهرة الجوري ضمن أحد عشر فيلمًا يشاركون بمسابقة أفلام الورش في دورته الثامنة بمهرجان أسوان لسينما المرأة، كان عرضه الأول ضمن فعاليات اليوم الثاني للمهرجان بقاعة سينما فندق توليب مساء 21 أبريل.

التقى عين الأسواني مخرجة الفيلم أسماء إسماعيل عن تجربتها الإخراجية الأولى موضحة "شاركت في فبراير الماضي بتدريبات ورش المهرجان في الإخراج وكتابة السيناريو"، إذ امتلكت أسماء شغف الكتابة وبالفعل قامت بتحويل بعض كتاباتها إلى سيناريوهات، لكنها رغبت في الحصول على ورش لكتابة السيناريو حتى تُصقل مهارتها. 

وبالفعل ساعدها الاشتراك في ورش المهرجان في تطوير سيناريو الفيلم وتقديمه في قالب  غنائي، وقالت أسماء: "في البداية لم يكن هناك ترحيب بتنفيذ الفكرة، لكن بعد تطويره والوصول به إلى شكله النهائي قُوبل بالترحيب من إدارة الورشة".

وعن اسم الفيلم، فسّرته أسماء بقولها "العمل ينقسم إلى بطلتين هما زهرة، وهو اسم الجدة وجوري اسم الحفيدة، بمعنى أن البنات مثل الزهور". تحاول مخرجة الفيلم رسم صورة لمجتمع الجنوب بعاداته وتقاليده بعيدًا عن الصورة النمطية البعيدة عن الواقع الحقيقي.

 وبحكم انتماء أسماء إلى قرية الجعافرة بمركز دراو، فقد عاصرت أجدادها في استخدامهم للغناء في الفرح والحزن، وخلال عاداتهم اليومية، وهي أغاني تناقش قضايا مجتمعية مثل فكرة الفيلم التي تعرض أزمة انحياز الجدة لإنجاب الذكور، والتفرقة بين الإناث والذكور، وتصل حد الصراع والجدال بين الجدة والحفيدة، فتقرر الطفلة الدفاع عن والدتها التي تتعرض للسخرية المستمرة من الجدة، وكسر العادات، بل تحاول إثبات عكسها وتغيير فكرة الجدة وإقناعها، ومن هذه الأغاني "ع السيسبانة يا ولا ع السيسبانة.. أمك تربي يا ولا وأنا الكسبان"، في إحالة لانتصار الذكور. 

وتضيف أسماء "في الماضي كان يُسلّم الناس بتلك العادات، أما الآن ومن خلال معايشتي للأجيال الجديدة، فقد أصبحوا لا يتقبلون شيئًا دون تفسير واقتناع"، فجوري طفلة لا تستطيع فِهم تصرفات جدتها، ويظهر ذلك في تضارب علاقة الطفلة بالجدة، والمشكلة تتبلور في دور الحما وتسلطها على حياة ابنها وقدرتها على اتخاذ القرار في العائلة.

وتروي أسماء كواليس صناعة الفيلم، إذ استغرق الإعداد له نحو شهر ونصف، أما التصوير فاستغرق يومًا واحدًا في بيت بديكور يشبه البيوت الأسوانية، وقدمت ابنتها دور الطفلة جوري، وكان من السهل تلقينها الدور لأنها سمعت تلك الأغاني في محيطها، واعتادت عليها. 

 وكان من بين التحديات التي قابلت المخرجة، تخوفها من دور الجدة وتدريب الممثلة على الدور، وتقول: "فوجئت بسرعة تعلمها وإتقانها للدور عن طريق تدريبات مكثفة خلال الورش، خاصة أنها لا تحترف التمثيل"، وبفضل إدارة المهرجان على إتاحة الفرص لأسماء وللكثير من شباب وشابات أسوان للمشاركة في المهرجان.

وثمّنت أسماء دور الورش في توثيق مواهبهم وابداعاتهم في شكل أفلام يشاهدها الجميع، كذلك الدعم المستمر خلال إنتاج الفيلم، من مدير الورش سيد عبد الخالق والمنتج الفني أيمن عبدالكريم.