عين الأسواني داخل معرض أيادي مصر .. ومشاركات: "نتمنى أن يكون دائمًا"

تصوير: أمنية حسن - لافتة تستقبل زوار معرض الحرف التراثية واليدوية المقام بأسوان

كتب/ت أمنية حسن
2024-01-23 00:00:00

مشغولات حرفية، ومنتجات صنعت بأيد مصرية عملت عليها سيدات مكافحات، يحاولن بكل الطرق تحقيق ذاتهن، وتوصيل منتجاتهن إلى أهالي أسوان ومنها إلى المعارض المحلية والدولية.

داخل حديقة بلازا درة النيل، من الناحية المواجهة لديوان عام محافظة أسوان، اجتمعت المشاركات في معرض "أيادي مصر" يعرضن المشغولات الحرفية المتنوعة التي صنعوها من مخلفات النخيل والأركت والكروشيه والخرز.

كان لنا لقاء مع بعضهن لسرد قصص الكفاح منذ بدء حبهن للحرف اليدوية لا سيما المشغولات حتى وصلن إلى المعرض.

من قرية الجعافرة، التابعة لمركز دراو بأسوان، جاءت نسرين محمد، التي شاركت سابقًا في معارض محلية أخرى، توضح أنها بدأت العمل في مجال الحرف اليدوية منذ عشر سنوات: "مشاركتي ضمن جمعية النور النسائية بقرية الجعافرة، التي توفر للنساء مشروعات متنوعة لتمكينها، من ضمنها الحرف اليدوية".



تضيف: "أشارك في المعرض بمنتجات من مخلفات النخيل مثل العرجون ومنتجات الخوص، وخلال السنوات تطور عملنا بدلًا من الأطباق النوبية التقليدية أدخلنا منتجات جديدة تعلمناها من ورش تدريبية لإحياء التراث الأسواني".

وعن تجربة المعرض توضح نسرين: "المعارض تمثل جزء هام لتسويق منتجاتنا عن طريق الدعاية المباشرة، لأن المعرض يمثل فرصة جيدة لنا للدعاية خاصة هذه الفترة وأتمنى أن يتم عمل معرض شهري طوال العام وليس أيامًا محدودة، حتى نعرض به المنتجات الحديثة التي نصممها".

معرض أيادي مصرية للحرف اليدوية تنظمه أسوان على هامش الاحتفال بعيدها القومي الـ 53، في الفترة من 20 لـ 22 يناير الجاري.

يشارك بالمعرض 90 عارضًا وعارضة من 20 محافظة، وبـ 35 حرفة يدوية تراثية مثل الحقائب السيناوية والفخار والسجاد، والخزف، ومنتجات الخوص.

صابرين عبدالله، من أسوان، تشارك بمنتجات من مخلفات النخيل مثل الحقائب والخوص والخرز، بدأت العمل في مجال الحرف اليدوية منذ خمس سنوات بمساعدة ابنها محمد، الذي يصنع الحلي من معدن النحاس، وتعلمه بورش في القاهرة لعدم وجود ورش للنحاس بالمحافظة.

تقول: "بدأت تعليم نفسي عن طريق الإنترنت والاشتراك في ورش عمل، وشراء الخامات لصناعة المنتجات المختلفة وتسويقها عن طريق السوشيال ميديا، وشاركت في نسخة المعرض الماضي والتجربة كانت جيدة، فقررت المشاركة مرة أخرى".

تستطرد: "الدعاية عامل مهم، إذا بعت قطعتين فقط في المعرض، أجد فرصة للتعرف على زبون جديد يمكن أن يتواصل معي فيما بعد، وما يميز معرض أيادي مصر أنه يوفر لنا مجانًا الانتقالات، ودعم مادي عكس معارض أخرى نتحمل فيها تكلفة الإقامة والنقل".

وتضيف: "لكن أتمنى أن يستمر المعرض خلال الثلاثة أشهر الحالية التي تعد موسم السياحة الشتوية وفرصة جيدة لزيادة الإقبال وليس أيامًا محددة، وتوفير مكان ثابت لعرض المنتجات سيوفر دعاية جيدة، فنحن نضطر للسفر خارج أسوان لتسويق منتجاتنا بأنفسنا".



ورصد عين الأسواني أنه تزامنًا مع موسم السياحة الشتوية، شهد المعرض إقبالًا متوسطًا من السائحين الأجانب ومواطنين من أسوان في ساحة عرض مفتوحة، وأماكن مخصصة للعارضين بالحديقة.

تحدثنا مع هبة حسين، مشاركة من محافظة بورسعيد بحرفة الديكوباج، إذ بدأت في تعليم نفسها منذ تسع سنوات عن طريق الإنترنت، وبالاشتراك في ورش عمل لتطوير مهاراتها، منذ ثلاث سنوات بدأت في المشاركة بالمعارض داخل وخارج محافظة بورسعيد.

تروي تجربتها في معرض أيادي مصر بأسوان: "شاركت من قبل في عدة معارض، وفي هذا المعرض واجهت نفس المشكلة التي أجدها في كل مشاركة وهي افتقار الدعاية الجيدة للمعارض، خلال المعرض كان يمر أشخاص بالصدفة ويسألوننا عما نفعل ليكتشفوا بالصدفة وجود معرض للحرف التراثية".

تقول إن كل مشارك بالمعرض يعمل في مجال حرف تراثية تندثر ولا تأخذ حقها، فالدعاية مهمة ويجب أن تكون قبل فترة طويلة من إقامة المعرض.

وعما يميز المعرض علقت: "لم أتحمل تكلفة أي شيء من إقامة وانتقالات فالمعرض مجاني بشكل كامل، وهذا جيد في توفير المنتجات للحاضرين بأسعار مناسبة، فهناك معارض أتحمل تكلفة النقل والإقامة واضطر أن أضيف التكلفة على المنتجات المعروضة".

بينما توضح عبير إسماعيل، مشاركة من محافظة البحر الأحمر، أن نسخة المعرض هذا العام أفضل من العام الماضي الذي أقيم بحديقة الشيراتون بكورنيش النيل، والإقبال أفضل لأن المكان مفتوح ويستطيع المارة معرفة وجود معرض، كما أنه ليس بعيدًا عن الأنظار.

وعن المنتجات التي تشارك بها هذا العام توضح: "أعمل في الخرز والرزين والعمل اليدوي، ويجب أن يكون إخراج العمل النهائي بشكل جيد حتى يلبي الطلب، والمعارض تمثل جانب جيد لتسويق منتجاتي، لكن أحتاج للمساعدة في أن يكون هناك متابعة معنا كعاملين في الحرف اليدوية لتسويق تلك المنتجات".

وتشارك أسيوط في المعرض بقطع متنوعة من الملابس المطرزة بالتل الأسيوطي على قماش أسود، إذ توضح ناهد فرغلي، منسقة أيادي مصر بمحافظة أسيوط، أن المعارض واحدة من الفرص الجيدة لتسويق المنتجات وفتح أسواق جديدة، وبالتالي دافع لجذب الشباب للعمل في الحرف اليدوية.

وعن منتج التلي تقول: "عمل مجهد ويحتاج للدقة وقد يتعرض الحرفي لجرح أصابعه لأنه يتعامل مع معدن، ومقابل ذلك يجب أن يرى منتجاته تباع ولا يتم ركنها، كي لا يقرر ترك الحرفة والعمل على سيارة أسهل له، نتمنى أن تتوفر منافذ ثابتة لبيع المنتجات وخطة تسويق جيد، ففي الخليج يباع التلي بسعر مضاعف عن السعر هنا".

تصوير: أمنية حسن - مشاهد من داخل معرض الحرف اليدوية والتراثية بأسوان