استيقظتُ من نومي شعرتُ أني خفيفة جدًا وصغيرة، فنظرت إلى نفسي؛ اكتشفت أنني عصفورة صغيرة، ماذااا؟! أنا حقًا عصفورة؟! يا للهول هل تحققت أمنيتي؟!! نعم لقد تحققت أمنيتي، فتذكرت فجأة نهار أمس، عندما كنت في الحديقة مع أسرتي حيث ألعب وألهو، ولفتت نظري عصفورة صغيرة زرقاء اللون وعلى أطراف أجنحتها اللون الأسود، فتأملت جمالها، وقلت يا لحظك أيتها العصفورة تذهبين أينما تريدين ووقت ما تشائين ودائما حرة .. يا ليتني مثلك، نعم يا ليتني عصفورة.
فجأة سمعت صوت أختي مُتجهة إلى غرفتي، يا ويلي كيف سأظهر هكذا أمام أسرتي! يجب أن أخرج من النافذة حالًا، خرجتُ من النافذة ونظرتُ في الطرق والشوارع من فوق، كانت رائعة وكأنني أراها للمرة الأولى، تملّكني فضول لزيارة الأشجار ورؤية عشش العصافير، ونظرتُ أمامي لأجد شجرة كبيرة أغصانها كثيرة وكثيفة الأوراق، فذهبتُ إليها ورأيت الكثير من العصافير، منها الكبيرة ومنها الصغيرة، أخذت أنظر إليهم بدهشة، يا إلهي لقد أصبحت أتحدث لغتهم، أنا أفهم العصافير، كم هي كائن ثرثار، لكنه مُتعاون جدًا.
في ذلك الحين أخذتُ أفكر كيف سأخبر أمي حتى لا تقلق عليّ، فلا أزال قادرة على فهم لغة الإنسان والتحدث بلغته أيضًا، وقررت إبلاغ أمي، ذهبت للمنزل ووجدتها في المطبخ كالعادة ناديتُ عليها، أمي أمي.. فقالت من؟ من ينادي؟ قلت لها أنا ابنتك علياء، قالت أين أنتِ يا (لولو)؟ أنا هنا على النافذة أنا العصفورة الزرقاء، تعجبت أمي، قلتُ لها لا تقلقي يا أمي أنا سعيدة هكذا، استغربت كثيرًا، ثم بكت، قلت لها لماذا تبكين يا أمي؟ قالت لي أريد ابنتي علياء، قلتُ لها أنا ابنتك، سأحلق في السماء وآتي إليكِ وأبيت معكِ، الآن أستطيع الوقوف على كتفك يا أمي، أترين سأغني لكِ دائمًا، وظللت على كتف أمي طوال ليلي، وفي الصباح أكون عصفورة حرة طليقة مُحلّقة في السماء.