استيقظتُ اليوم ولم أرَ أي شيء. كأنني سَقَطت في ظلام قاتم. هل عُميت؟ بالكاد، قمتُ من فراشي، خرجتُ من غرفتي، سمعتُ ضوضاءً بالخارج، تحركتُ خطوة للأمام، فأصبت في قدمي لكني لم أشعر بوجع.
ماذا يحدث؟ ناديتُ على أمي، تقدّمت إليها وشرحت لها الوضع، أجلستني أمامها، لاحظت جرحي، سألتني إن كان يؤلمني، نفيت. أتت بُمعقّم الجروح، أوقفت نزيفي، الذي لم أشعر به أيضًا. قامت أمي بتنظيف الجرح، ربطته، ساعدتني في تناول الطعام، وعندما وضعته على طرف لساني لم أجد له مذاقًا، حاولتُ مرة أخرى ولكن بلا جدوى.
شعرتُ بالأسى، لقد فقدت كل حواسي، كيف سأعيش؟ لكنني لا زلتُ أسمع أمي، إنها الحاسة الوحيدة التي تعمل لدي. أخذت قرارًا بأن أتأقلم مع وضعي الجديد، درّبتُ سمعي ليكون قويًا، ليُغنيني عن باقي الحواس، وبالفعل مرت الأيام واستطعت القيام بروتيني بمفردي.