شهد مسرح فوزي فوزي بكورنيش أسوان، أمس الإثنين، فعاليات الدورة الثانية عشرة من مهرجان أسوان الدولي للثقافة والفنون، الذي يُقام بالتزامن مع ظاهرة تعامد الشمس على تمثال رمسيس الثاني بمعبد أبو سمبل، حيث تختتم فعاليات المهرجان يوم 22 فبراير.
وعلى المسرح استمتع الحضور باستعراضات مميزة قدمتها فرقة بورسعيد للفنون الشعبية والفرقة الصينية والفرقة اليونانية، ومن بين العروض التي قدمتها فرقة بورسعيد "يا طير يا رمادي" و"البحرية" و"آه ياللي"، كما قدمت الفرقة اليونانية "تراجونا" عروضًا راقصة تراثية تحت اسم "السيرتاكي" و"كالاماتيانوس".
وقد صرح أحمد الشافعي، رئيس الإدارة المركزية للشئون الفنية بالهيئة العامة لقصور الثقافة، في حديثه لـ"عين الأسواني" أن المهرجان يُقام سنويًا بتجهيزات تبدأ منذ شهر أكتوبر، بعد انتهاء مهرجان التعامد المحلي، وأكد أن الدورة الحالية للمهرجان تضم أكثر من 26 فرقة للفنون الشعبية، منها 14 فرقة أجنبية و12 فرقة مصرية، مع تقديم العروض داخل وخارج مدينة أسوان، بما في ذلك ثلاثة عروض في مدينة أبو سمبل.
كما أشار إلى أن الاستعدادات استمرت لأربعة أشهر مع زيادة عدد مواقع العروض مقارنة بالسنوات السابقة، وتميزت هذه الدورة بمشاركة فرق جديدة مثل فرقة الأنفوشي وكفر الشيخ، إلى جانب إقامة معرض للفنون التشكيلية، بمشاركة فنانين من أسوان والقاهرة.
من بين المشاركين في فرقة بورسعيد للفنون الشعبية، شهد أسامة، البالغة من العمر 20 عامًا، التي تقول في حديثها لـ"عين الأسواني" إنها انضمت للفرقة منذ أربع سنوات لأنها شغوفة بالفنون الشعبية، وأوضحت أن تدريبات الصغار تختلف عن تدريبات الكبار، حيث استغرق التحضير للعروض الحالية شهرًا كاملًا، وأضافت أن أبرز تحدي واجهته كان طول مسافة الطريق من بورسعيد إلى أسوان.
من جانبه، أكد كريم مصطفى، عضو فرقة بورسعيد القومية للفنون الشعبية، أنه التحق بالفرقة منذ صغره، وأصبح عضوًا رسميًا في عام 2010، للحفاظ على الفلكلور البورسعيدي كجزء من ثقافة المدينة، وأوضح أن التدريبات تختلف بين الأطفال والكبار، حيث تركز تدريبات الأطفال على القوة العضلية، بينما تركز تدريبات الكبار على التوافق العضلي والعصبي واللياقة البدنية، كما أشار إلى أنه يفضل تقديم عروض مثل شباب بحر والسمسمية ويا طير يا رمادي.
أما بحان جانسولي، عضو الفرقة الصينية، فأوضح أن 20 فنانًا شاركوا في عروض الفرقة هذا العام، وأكمل بقوله "يشرفنا المشاركة في هذا المهرجان لتمثيل دولة الصين، وأشعر بسعادة غامرة بسبب الترحاب الكبير الذي لقيناه من أهالي مصر، بالإضافة إلى الأجواء المميزة وسط الفرق المشاركة من مختلف الدول، إن هذا المهرجان يُعد فرصة رائعة لتبادل الحضارات والثقافات المتنوعة، مما يعزز من التقارب والتفاهم بين الشعوب".
أما فيما يتعلق بالتحديات، فذكر جانسولي أن بعد المسافة بين الصين وأسوان، مما تسبب في بعض الإرهاق للفنانين خلال الرحلة "لكن جمال نهر النيل والمشاهد الحضارية على ضفتيه كان لهما أثر ساحر علينا"، كما يقول.
وأضاف "سنقدم خلال مشاركتنا عرضًا مستوحى من رمز السمك، الذي يعبر في الثقافة الصينية عن البركة والازدهار والسعادة، وسأرتدي في العرض الأزياء التقليدية الصينية القديمة، لتقديم تجربة فنية مميزة تعكس تراثنا العريق".
عبّرت عُلا حسن، إحدى الحاضرات، عن سعادتها بمتابعة فعاليات المهرجان كل عام، مؤكدة أن فرقة الصين كانت الأكثر تميزًا بالنسبة لها بفضل استعراضاتها الهادئة والمميزة.
بينما أعرب أحمد وليد، وهو أحد الحضور الذي يشهد المهرجان لأول مرة، عن إعجابه الكبير بالعروض المقدمة، خاصة فرقتي بورسعيد والصين، مُشيرًا إلى أنه استمتع بالتعرف على الفلكلور الخاص بالدول المختلفة من خلال هذه العروض.
يُذكر أن ظاهرة تعامد الشمس على معبد أبو سمبل تُعد واحدة من الظواهر الفلكية الفريدة التي تعكس براعة المصريين القدماء في علوم الفلك والهندسة المعمارية، وتحدث مرتين سنويًا، في 22 أكتوبر و22 فبراير، وهما يومان مرتبطان بموسمي الزراعة والحصاد عند القدماء المصريين.