منذ العام 2017 انطلقت وزارة التربية والتعليم في تطبيق تجربة نظام البوكليت في امتحانات الثانوية العامة فقط، وكانت المرة الأولى التي يتغير فيها شكل ورقة الامتحانات منذ فترة الستينيات، وتُدمج ورقتي الأسئلة والإجابة.
مرت التجربة على مدار السنوات التالية بتغيرات عدة، حتى وصلت إلى تطبيقها بالمرحلة الإعدادية منذ العام 2023 في بعض المحافظات، وفي العام الحالي طبقت 5 محافظات نظام البوكليت في امتحانات الإعدادية، وكان من بينهم أسوان.
ولأول مرة يخوض طلاب الشهادة الإعدادية بأسوان نظام امتحانات "البوكليت"، إذ بدأت الامتحانات في 18 يناير ومستمرة حتى 23 من الشهر ذاته، واعتمدت المحافظة خلال تلك الأيام، نظام دمج ورقتي الأسئلة والإجابة في كراسة واحدة.
ويهدف نظام البوكليت وفق وزارة التربية والتعليم في الحد من الغش وتحقيق مبدأ تكافؤ الفرص بين الطلاب، إذ يتوزع على الطلاب أربعة نماذج مختلفة من الامتحان داخل اللجنة الواحدة تختلف في ترتيب الأسئلة؛ مما يصعب عملية نقل الإجابات بينهم.
"عين الأسواني" رصدت تجارب طلاب في أسوان بشأن انطباعاتهم حول النظام الجديد، وأشار البعض إلى أن دمج الأسئلة والإجابة في كراسة واحدة قد يسهم في تنظيم الوقت ويقلل من التشتت أثناء الامتحان، بينما أبدى آخرون بعض التحديات التي واجهوها في التعود على هذا النظام.
أزمة الوقت
نور أحمد، إحدى طالبات الشهادة الإعدادية في أسوان، ترى أن التجربة مليئة بالقلق والتوتر لأنها المرة الأولى لهم، رغم أن المحافظة عقدت تدريبات للطلاب والمدرسين على شكل ورقة الامتحان من خلال امتحانات استرشادية.
تقول: "كان لدي خوف من عدم كفاية مساحة الإجابة مع بدء الامتحان، ولكن مع مرور الدقائق وجدت أن المساحة كافية، حيث إن الدمج بين ورقتي الأسئلة والإجابة لم يؤثر على المساحة المخصصة للحل في الورقة".
لكن واجهت نور تحديًا آخر، وهو كثرة الأسئلة مع ضيق الوقت: "في امتحان العلوم كان هناك 28 سؤالًا متنوعًا بين صح وخطأ، واختر الإجابة الصحيحة، وصحح الخطأ، والأسئلة المقالية، والوقت كان ساعتين فقط، ولم يكن كافيًا للإجابة".
وأكدت نور أن التدرج في صعوبة الأسئلة كان جيدًا، ولكنه لم يعوّض عن قصر مدة الامتحان، مما جعلها تشعر بضغط كبير أثناء محاولة الإجابة.
تتفق معها مها أحمد، طالبة أخرى بالمرحلة الإعدادية في أسوان، إذ ترى أن الأسئلة لم تكن صعبة، ولكن التحدي الأكبر كان الوقت وعدد الأسئلة: "النظام مُربك إلى حد كبير، بسبب عدم وجود ورقة أسئلة منفصلة تتيح معرفة ما تم حله وما تبقى، لأن الإجابة والأسئلة يكونا في ورقة واحدة".
تضيف: "لا نستطيع قلب الورقة إلا بعد الانتهاء من حل السؤال، ولا نعلم إذا كان بإمكاننا العودة لمراجعة الأسئلة لاحقًا أم لا، في كل مرة كنت أقلب الورقة، شعرت وكأن الكراسة لا تنتهي، ورغم أن الأسئلة كانت مرقمة، فإن شعور الإحباط كان يلازمني بسبب عدم معرفتي بوضوح كم تبقى من الأسئلة أو الوقت المتبقي لحلها".
تؤكد أن تلك الطريقة استنزفت الكثير من الوقت: "أحيانًا كنت أفكر في سؤال واحد لمدة تصل إلى عشر دقائق، لأنني لا يمكنني العودة له في النهاية". أثر ذلك على أداء مها بشكل كبير فالوقت لم يكن كافيًا للإجابة الكاملة.
تقليل الغش
على النقيض، كانت تجربة فاطمة محمود، طالبة بالمرحلة الإعدادية في أسوان، مع نظام البوكليت جيدة، إذ اعتبرته أفضل من النظام القديم للإجابة: "البوكليت يحد من ظاهرة الغش، كنا نشاهد أساتذة وطلاب داخل اللجان يتناقلون الإجابات".
وتوضح: "ترتيب الأسئلة في النماذج مختلف، مما يجعل الغش عبر الإشارات أو التلميحات بين الطلاب شبه مستحيل، لذلك يحقق النظام العدالة وحصول كل طالب على ما يستحقه"، مشيرة إلى أنها تكيّفت على النظام بعد أول مادتين لكونه نظام جديد فقط، لكن بمرور المواد أصبح من السهل إدارة الوقت في امتحانات نظام "البوكليت".
كما تَعوّد يوسف محمد، طالب بالمرحلة الإعدادية في أسوان، على نظام البوكليت رغم أنه يُطبق للمرة الأولى، مرجعًا ذلك إلى التدريب الذي عقدته المدرسة قبل الامتحانات مع المدرسين والطلاب، مما ساعدهم على التعود على الشكل الجديد للامتحانات.
يقول: "التجربة بشكل عام جيدة إلى حد ما، ولم أشعر بفرق كبير مقارنة بالنظام العادي، إلا أنني لاحظت أن عدد الأسئلة أصبح أكبر لذلك لم يكن الوقت كافيًا، أما مميزاته فكانت في التنظيم وتدرج الأسئلة التي سهلت الحل".