أطلقت مديرية الطب البيطري بمحافظة أسوان حملة توعوية شاملة عن مرض البروسيلا، المعروفة باسم "حمى البحر الأبيض المتوسط"، بالتعاون مع إدارة الإرشاد البيطري بالمحافظة، للتعريف بخطورة المرض وآثاره الضارة على الإنسان والحيوان وسبل الوقاية منه.
وصرحت الدكتورة هيام عبد الهادي، مدير إدارة الإرشاد البيطري بأسوان، لـ " عين الأسواني" أن مرض البروسيلا ينشأ بسبب بكتيريا شديدة المقاومة للمضادات الحيوية، ويصيب مجموعة واسعة من الحيوانات، منها الماشية، والأغنام، والماعز، بالإضافة إلى الإنسان، وأوضحت أن المرض منتشر في جميع أنحاء العالم، مما يزيد من ضرورة التوعية بطرق الوقاية.
الأعراض
وأستكملت "عبدالهادي" حديثها مؤكدة أن أعراض البروسيلا لدى الإنسان تشمل آلام شديدة في المفاصل والظهر وصداع حاد وعرق غزير ليلي، ضعف وهزال عام، حمى متقطعة تستمر لفترات طويلة، فيما أشارت إلى أن المرض قد يؤدي إلى الإجهاض لدى الحوامل، والتهابات مزمنة في الخصيتين لدى الرجال، وفي بعض الحالات قد يتحول إلى مرض مزمن إذا لم يتم علاجه.
أما أعراض البروسيلا بين الحيوانات، فحددتها "هيام عبد الهادي" في وجود ارتفاع في درجة الحرارة، وإجهاض متكرر خاصة في الأغنام والماعز بين الشهر الرابع والخامس من الحمل، وولادة عجول ضعيفة أو ميتة، والتهابات الرحم وانخفاض إنتاج اللبن.
انتقال العدوى
يذكر أن انتقال العدوى ينتج عن ملامسة مخلفات الولادة أو إفرازات الحيوانات المصابة، وتناول الحليب غير المغلي أو منتجات الألبان غير المبسترة، تناول لحوم غير مطهية جيدًا من الحيوانات المصابة.
أما طرق انتقالها من الحيوان إلى الحيوان فتقع من خلال تلوث العلف والمياه بإفرازات الحيوانات المصابة، نقل العدوى من خلال لبن الحيوانات المصابة للعجول الرضيعة.
الوقاية
وأشارت مدير إدارة الإرشاد البيطري، في حديثها لعين الأسواني، إلى أن سبل الوقاية الإنسان من البروسيلا، تتمثل في غلي اللبن لمدة لا تقل عن 10 دقائق قبل تناوله، وتناول منتجات الألبان المبسترة، وطهي اللحوم جيدًا، خاصًة الكبد والطحال، أما بالنسبة للحيوانات فشملت سبل الوقاية التخلص من الحيوانات المصابة عبر الذبح الصحي، مع تحصين الحيوانات بلقاح البروسيلا في عمر 3-7 أشهر، وحرق مخلفات الولادة والإجهاض ودفنها بشكل آمن.
جهود التوعية
على جانب آخر، أطقلت مديرية الطب البيطري بأسوان ندوات توعوية بالمدارس ومراكز الشباب والجمعيات الزراعية، إضافة إلى توزيع منشورات تعريفية بالأمراض البيطرية، كما يتم عرض مواد توعوية مرئية، بالتعاون مع متخصصين، لزيادة الوعي لدى المزارعين والمجتمع المحلي.
تحديات
أشارت هيام، لأنه ورغم الجهود المبذولة، فالحملة تواجه عدة عقبات، منها نقص عدد الأطباء البيطريين وتعدد مهامهم، بجانب صعوبة الوصول إلى المناطق النائية بسبب نقص وسائل النقل، كما أن الحملة تفتقر إلى الحوافز التشجيعية التي تجذب الجماهير لحضور الندوات.
أكدت الدكتورة هيام عبد الهادي أن الالتزام بالإجراءات الوقائية والتعاون بين الجهات المختصة والمجتمع المحلي يعد الخطوة الأولى للحد من انتشار البروسيلا وحماية صحة الإنسان والحيوان من مخاطره.