حالة من القلق والترقب، يعيشونها طلاب المناطق المتأثرة بانقطاع المياه في محافظة أسوان، بعد قرار تأجيل موعد امتحاناتهم؛ على أثر انقطاع المياه لمدة 7 أيام عن المحافظة وما تزال مستمرة في بعض المناطق.
وأصدر اللواء دكتور إسماعيل كمال محافظ أسوان قرار بتأجيل الامتحانات على أن يُعاد إجراء الإمتحانات للطلاب الغائبين خلال أيام 4 5 و9 يناير 2025، وذلك بسبب انقطاع مياه الشرب بمناطق المحمودية والصداقة الجديدة والإسكان المميز "حى اللوتس"، وبعض المناطق الواقعة على طريق السادات.
وعلى الرغم من إعلان المحافظة في بيان صدر مساء أمس الأحد، عن نجاحها في استعادة انتظام وصول المياه بكامل قوتها إلى تلك المناطق، إلا أن المياه ما زالت مقطوعة، مما يؤثر سلبًا على الطلاب الذين يواجهون امتحاناتهم بعد تأجيلها في بعض هذه المناطق، وفقًا لما ذكره مواطنون تحدثوا إلى "عين الأسواني".
مصاريف ومعاناة على الطلاب
آلاء عصام، طالبة بالفرقة الثالثة في معهد الخدمة الاجتماعية بأسوان، تقطن في منطقة العقاد، تقول أن المياه انقطعت عنهم لمدة 7 أيام في وقت حرج للغاية، بسبب امتحانات نصف العام الدراسي، إذ تكبدت معاناة البقاء في سكن الطلبات بمنطقة العقاد بدلًا من العودة إلى منزل أهلها بعد انتهاء الفصل الدراسي.
توضح: "نعاني بسبب الذهاب في بعض الأيام إلى الامتحانات بلا مياه للشرب أو الاستحمام وخلافه، ولم أتمكن من المذاكرة جيدًا لأننا في السكن لا نستطيع الطهي بسبب انقطاع المياه في أوقات غير محددة ودون إنذار سابق، كما تحملت نفقات شراء المياه المعدنية، ونحن طلاب لا تسمح ميزانياتنا بتلك الرفاهيات".
استمر انقطاع المياه وفق آلاء لمدة 5 أيام وعادت بشكل ضعيف في وقت متأخر من الليل فلم يستفيد أحد بها: "نشتري الطعام من الخارج بتكلفة مرتفعة، وقللت عدد مرات شرب الماء حتى لا اضطر لشراء العديد من زجاجات المياه المعدنية التي يبلغ سعر الواحدة منهم 10 جنيهات، وأصبحت أنفق نحو 100 جنيه في اليوم بسبب انقطاع المياه".
تعلق آلاء على قرار المحافظ بتأجيل الامتحانات بأنه لا فائدة منه إذا ظلت أزمة الانقطاع مستمرة: "تأجيل بلا فائدة، نحن بحاجة إلى حل جذري يضمن وصول المياه بشكل منتظم".
أولياء الأمور: "حياة الطلاب توقفت"
يتشارك أولياء الأمور في نفس المعاناة، من بينهم هناء عوض، إحدى سكان منطقة المحمودية، وولي أمر طالب بالصف الأول بامرحلة الإعدادية: "توقفت حياة ابني الدراسية منذ انقطاع المياه، فلم نعد قادرين على تلبية احتياجاته أثناء المذاكرة من الطهي وغسل الملابس وغيره، كمان توقف عن الذهاب إلى الدروس الخصوصية لعدم وجود ملابس نظيفة".
تضيف: "حتى بعد تأجيل الامتحانات لا تزال المياه منقطعة وسيذهب ابني للامتحان بلا مياه، لأن المحافظة لم تحدد موعد واضح لها، فرغم إعلان المحافظة بعودة المياه، إلا أن العديد من المناطق لا تزال المياه منقطعة بها، لا سيما في العقارات بالأدوار السفلية".
جانب آخر من الأزمة تتحدث عنه هناء، وهو أن: "سيارات المياه التي ترسلها شركة مياه الشرب بالمحافظة لا تكفي ولا تأتي في مواعيد محددة، لذلك نضطر إلى شراء زجاجات المياه بسعر 10 جنيهات".
وبالرغم من أن أزمة انقطاع المياه ليست بجديدة في أسوان ولكنها متكررة كثيرًا خلال الفترة الأخيرة، إلا أن ريم محمد، إحدى سكان منطقة الصداقة بالمحافظة، وولي أمر طالبة بالصف الأول الابتدائي، تقول أنها المرة الأولى التي يستمر فيها الانقطاع لفترة طويلة، مما أثر على الطلاب وقت الامتحانات.
قررت ريم ترك منزلها في حي الصداقة والذهاب للعيش مع والدتها في منطقة النفق لحين عودة المياه بسبب ارتباط ابنتها بمواعيد الامتحانات، بعدما نفدت المياه التي خزنتها بسبب طول مدة الانقطاع.
تقول: "تكبدت معاناة الانتقال ونقل كل الأشياء والأدوات التي تحتاجها ابنتي للمذاكرة من منزلنا إلى والدتي، بسبب عدم وضوح موعد عودة المياه واستمرار الانقطاع رغم قرار تأجيل الامتحانات".
كان محافظ أسوان أعلن في بيان له، أنه سيتم محاسبة كل مسؤول تسبب في أزمة انقطاع المياه عن المحافظة ومعاناة المواطنين في المناطق المتضررة، مبينًا أن هناك استكمال لأعمال التقييم والمراجعة الشاملة للمحطات والروافع والخزانات لضمان عدم تكرار المشكلة مرة أخرى.