تظل أسوان مدينة الفن والجمال، لما تحتويه من تنوع ثقافي، انعكس على أبنائها في مجالات حياتهم، واستخدموه في مجالات عملهم.
قبل 6 أشهر تقريبا، انضمّت "حسناء عاطف"، 26 عاما، خريجة المعهد الفني التجاري، إلى ورشة "حُلي أسوان"، رغبًة منها في إنشاء مشروع خاص بها لصناعة الحلي، تعرّفت حسناء على المشروع عن طريق إعلان على الفيس بوك، ففكرت أن تخوض التجربة، وبعد ٥ أشهر استطاعت تعلُّم أساسيات صناعة الحلي بمراحلها المختلفة مثل خلق التصميم وأيضا نشر المعادن.
مشروع "حُلي أسوان" هو مشروع تنموي مقام بمؤسسة الجسر المصري للإعلام والتنمية، بشراكة وتنفيذ مؤسسة عزة فهمي لتنمية الصناعات الحرفية واليدوية، بتمويل مشترك من بنك الإسكندرية ومؤسسة ساويرس للتنمية المجتمعية.
يقول "يزيد الوقفي" المدير التنفيذي لمشروع حلي أسوان، لـ"عين الأسواني"، التدريب يسعى لإبراز التنوع الثقافي في مدينة أسوان، حيث لا تقتصر الثقافة الأسوانية على التراث والثقافة النوبية فقط، لينعكس ذلك في المنتج الذي يصنعه المتدربون.
ويوضح "يزيد" أن الهدف من المشروع تدريب 180 شابا وفتاة في حرفتين هما صناعة الحلي والخرز، وأضاف، ندرب 90 شابا وفتاة في أسوان لمدة 6 أشهر في صناعة الحلي، أما فن الخرز لمدة فيكون التدريب فيه لمدة شهرين، وينقسم التدريب إلى جزئين، جزء فني، وجزء مهارات حياتية لفهم سوق العمل.
ويضيف، فبعد انتهاء التدريب، نُخرّج ثلاثة أنواع من المتدربين، "صنايعي" مُتقِن لعمله يعمل لدى أي شركة، وحرفي يستطيع إنشاء "براند" خاص به، ومدرّب يستطيع تعليم الآخرين ما تعلمه في المشروع، ليضمن استمراريته فيما بعد، لذلك يشمل التدريب تعليم المتدرب الإدارة الجيدة والتسويق وكيفية جلب المواد الخام لمشروعه، مشيرا إلى أنهم يسعون إلى إنشاء موقع خاص بالمشروع؛ لعرض المنتجات التي يصنعها المتدربون لبيعها وتسويقها، بالإضافة إلى نشر فيديوهات توعوية عن نوعية الفنون التي يعملون عليها.
أما عن المواد المستخدمة في التدريب، فيشير "يزيد" إلى أن المتدربين يتدربون على معدن النحاس؛ لأنه أقوى معدن، وبعد انتهاء التدريب يستطيع المتدرب العمل على المعادن الأخرى الأقل صعوبة كالذهب والفضة، وفي تدريب الخرز يتم التدريب بتقنية خرز النول؛ لكونها تقنية تراثية قديمة.
وفي نفس السياق، تقول "أمل فاروق"، مدربة ورشة صناعة الحلي، لـ"عين الأسواني"، إن التدريب يهدف إلى تعليم صناعة الحلي بشكل مُدقَن؛ ليتعلم المتدرب صناعة الحلي بمفرده بكل المراحل كنشر المعادن وتبريدها واللحام والتركيب والتلميع،وتضيف، فكل متدرب لديه مهارة أعلى في جزئية معينة أقوم بالعمل عليها ولكن بعد تعليمهم الأساسيات، فصناعة الحلي تحتاج إلى دقة في العمل؛ لأننا نعمل بأدوات صغيرة ودقيقة من الممكن أن تصل أحجام أجزاء منها إلى2 مليمتر مكعب،فيجب على المتدرب أن يُنهي كل مرحلة بشكل جيد؛ لأن كل مرحلة تعتمد على المرحلة التي تسبقها، ونعلم المتدرب جميع الفنون فالتدريب ليس قاصرا على نوع خاص بثقافة البلد فقط، فكل فن مرتبط بثقافة معينة يكون له منحنيات خاصة به قد لا تجدها في فن من ثقافة أخرى، حتى يتخرج المتدرب وهو لديه المهارة للعمل على أي فن يطلبه السوق.
وتقول "أروى عبدالكريم"، من مركز نصر النوبة،و إحدى المتدربات بورشة صناعة الحلي،لـ"عين الأسواني"، إنها في بداية الشهر السادس من التدريب على صناعة الحلي، وبدأت العمل على تبريد ونشر القطع المعدنية.
وعن دافعها في الانضمام للورشة، قالت "أروى" إنها كان لديها شغف للعمل اليدوي، فقررت الانضمام للورشة رغم أنها درست بكلية التربية الرياضية، وأشارت إلى أنها ترغب في إنشاء براند خاص بها بعد نهاية التدريب.