تستعرض رواية عمارة آل داوود للكاتبة مروى جوهر، الصادرة عن دار دون للنشر والتوزيع، تاريخ اليهود في الفترة ما بين نكسة 1967 وحرب أكتوبر 1973، وتتناول الرواية الاختلافات الجوهرية بين اليهود والصهاينة.
تدور أحداث الرواية حول الفتاة "حياة" التي تعاني من رؤى غامضة لأشخاص يتبعونها في أماكن مختلفة، وعندما تخبر والدتها، تفرض عليها حصارًا خوفًا عليها.
تقرر "حياة" الانتقال للعيش مع جدها في "عمارة آل داوود"، وهناك تنكشف أمامها أسرار قديمة وغامضة تربط تاريخ العمارة بالنبي موسى وخروج بني إسرائيل من مصر، ومع توالي الأحداث، يتضح أن هناك أمورًا مُخبّأة تسعى بعض العائلات القديمة للعودة إلى مصر من أجل الحصول عليها. في خضم هذه الصراعات، يخفق قلب "حياة" بالحب لأول مرة، ما يضيف مزيدًا من التعقيد إلى حياتها المليئة بالأسرار والمؤامرات.
تعيش "حياة" حالة من القلق والحيرة بسبب هذه الرؤى المتكررة، وتشعر بالعزلة نتيجة عدم تصديق والدتها لها. ومع انتقالها إلى "عمارة آل داوود"، تتأرجح مشاعرها بين الفضول والخوف أثناء اكتشافها الأسرار القديمة. يضاف إلى ذلك ارتباكها وتوترها مع دخول الحب إلى حياتها، مما يجعلها تعيش صراعات داخلية بين مشاعرها الشخصية والمسؤوليات التي تحملها بعد معرفتها بأسرار العائلة.
تتميز الرواية بأسلوبها المشوق الذي يجمع بين الرعب والغموض، إلى جانب حبكات معقدة ومثيرة تشد القارئ. وأكثر ما لفت انتباهي في الرواية هو قدرتها على تلخيص تاريخ اليهود والصهاينة في ما يقارب 330 صفحة بأسلوب سردي دقيق ومعبر. شعرت كأنني جزء من هذه الأحداث التاريخية، وكأنني شهدت كل هذه الوقائع، وهذا إن دل على شيء، فإنه يدل على عبقرية مروى جوهر في الكتابة والسرد.