مشوار الطالبات "الماسيات" من الهواية إلى منصة المشروع الوطني للقراءة

تصوير: عمار جودة - مريم سعيد تتسلم جائزة القاريء الماسي بالمشروع الوطني للقراءة

طالبات مجتهدات، طموحات عالية، وأحلام كبيرة صُنعت تحت حرارة الشمس مع جريان النيل في أرض الذهب بجنوب مصر، ارتدّن جامعة أسوان، ومن خلالها استطعن المشاركة في الموسم الرابع للمشروع الوطني للقراءة.

لتنجح مريم سعيد ياسين، طالبة بالفرقة الرابعة كلية الطب البشري جامعة أسوان، في الحصول على المركز الأول، في المشروع الوطني للقراءة على مستوى جامعة أسوان، كما نجحت إيمان مصطفى، الطالبة بكلية الزراعة والموارد الطبيعية على مستوى جامعة أسوان، في تحقيق الوصافة.

عامين من المنافسة

"القراءة بالنسبة لي كانت فرد من أفراد الأسرة"، هكذا بدأت "مريم" الحديث عن تجربتها في خوض مسابقة المشروع الوطني للقراءة، مُشيرة إلى أنها بدأت التنافس في مسابقات القراءة منذ عامين، بعد علمها بوجود هذا النوع من المسابقات من خلال مواقع التواصل الاجتماعي، والميزة التي شجعّتني أن المشاركة لم تكن تقتص كثيرًا من وقت الدراسة.

تؤكد مريم أن القراءة كان لها تأثير إيجابي كبير عليها، إذ تمكنت من استغلال وقت الفراغ بطريقة جيدة، كما دفعتها الكتب وقرائتها إلى العديد من الأصدقاء من شتى محافظات مصر.

تحديات كثيرة واجهت "مريم" لحصد لقب المشروع الوطني للقراءة على مستوى طلاب جامعات أسوان، لخصتها طالبة كلية الطب في بُعد مكان تصفيات المشروع في كل المراحل، خاصة التصفية الأخيرة، التي كانت تتعارض أحيانًا مع مواعيد امتحاناتها النهائية في الجامعة، ما جعل المشاركة بها صعبًا.

رفع مهارات 

أما عن أكثر ما استفادت به "مريم" خلال مشاركتها بالمشروع، فحددته في عرض الأفكار وخوض المناقشات حول رؤيتها ووجهة نظرها فيما قرأته، حتى أن اختلافاتها مع لجان المشروع كان يؤهلها لتقوية مهاراتها في الإقناع، وتدريبها على التحدث باللغة العربية طوال فترة المسابقة، وبالطبع كم الكتب النافعة التي اطلعت عليها.

أكثر ما استمتعت بقراءته هو كتاب "موت الواقع"، للفيلسوف جان بودريار، هكذا استكملت "مريم" حديثها حول إيجابيات مشاركتها، لتشرح قائلة "أدرجت أيضًا كتابي "الشاهد والمشهود"، للدكتور وليد سيف، و"فلسفة العلم في القرن العشرين" للكاتبة الدكتورة يمنى طريف الخولي، في قائمة أهم الكتب التي استفدت بها خلال مشاركتي".

أنشطة متعددة

فيما أكّدت إيمان مصطفي، طالبة في كلية الزراعة والموارد الطبيعية، أنها تسعى لأن تصبح شخصية مؤثرة في مجتمعها، من خلال سعيها للمشاركة في العديد من الأنشطة، وهو ما أهلها للعمل في مجالات التسويق و"الڤويس أوڤر" وتطوير الأعمال.

حصلت إيمان في 2022، على لقب الطالبة المثالية لجمهورية مصر العربية، كما تُوّجت بالمركز الأول في المشروع الوطني للقراءة على مستوى محافظة أسوان، لثلاث سنوات متتالية، بفئة الطالب المثقف، فيما حصدت المركز الثاني بمسابقة القارئ الماسي لجامعة أسوان هذا العام.

كما جاء ترتيبها بين العشر الأوائل على الجمهورية في تحدي الشباب التابع لليونيسيف، ومثّلت مصر واليونيسيف في مؤتمر فرص التعليم ودمج مهارات التعليم في تونس، لتقديم جلسة بعنوان تقليل الفجوة بين المهارات والتعليم وتوفير فرص التعليم الثانية للأطفال والشباب الذي لم يحالفهم الحظ في الالتحاق بالتعليم.

تتحدث "إيمان" عن بدايتها مع القراءة قائلة "بدأت القراءة في الصف الثاني الابتدائي، من خلال مكتبة والدي، فهو قارئ جيد يحب قراءة المجلات، وهو المشجع الأول لي" ،وتضيف "بدأت في الصف الأول الثانوي المشاركة في مسابقات القراءة".

التوتر كان التحدي الأول أمام إيمان، لكنها تغلبت عليه بالتركيز على نقاط القوة التي تملكها والاهتمام بتطويرها، مع تحديد نقاط ضعفها ومحاولة محوها.

خبرات وتجارب

تقول "إيمان": "لقد تعرفت على مسابقات القراءة من خلال معلمي بالمرحلة الإبتدائية، وما أزال على تواصل معه، وقال لي إن هناك مسابقة للمشروع الوطني للقراءة ستبدأ في مصر، وبعدها تواصلت مع المدرسة، وقررت المشاركة، وحصلت على المركز الأول على مستوى المدرسة والإدارة ثم المحافظة وصعدت لمنافسات مستوى الجمهورية".

تختتم إيمان حديثها حول إيجابيات تجربتها قائلة "أحببت أخذ التجربة كاملة بكل ما تحمله من أوقات جميلة أو سيئة، وكونت صداقات جديدة واكتسبت خبرات جيدة، من خلال الكتب التي أقرأها، كما تمكنت من تقوية اللغة العربية".

تصوير: عمار جودة - جانب من مشاركة القارئات الماسيات بالمشروع الوطني للقراءة