تحتوي مصر على 78 متحفًا، وفقًا للنشرة السنوية للإحصاءات الثقافية الصادرة عن الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء لعام 2021، وتضم محافظة أسوان ثلاثة متاحف، أقدمها متحف آثار أسوان، الذي يقع بالقرب من متحف أسوان.
افتتح متحف آثار أسوان عام 1917، لكن أبوابه أغلقت أمام الزوار منذ 2010 وإلى الآن. يعرض المتحف مقتنيات جزيرة إلفنتين بملحق خاص بجوار المتحف، بالإضافة إلى إمكانية زيارة الجزء الخلفي للمتحف الذي يضم عدة معابد من اكتشافات البعثة الالمانية مثل قلعة العصر العتيق ومعبد خنوم.
وفي ذلك السياق حاورت عين الأسواني "مصطفى حسن" مدير المتحف ليروي تاريخ المتحف وخطة افتتاحه.
-ما تاريخ إنشاء المتحف؟
يعد متحف آثار أسوان من أقدم المتاحف الموجودة في مصر، بُني عام 1898 كاستراحة لمهندس الري الانجليزي ويليام ويلكوكس، الذي صمم خزان أسوان وترك المدينة قبل أن يشهد التعلية الثالثة للخزان، بعد بناء الخزان ارتفع منسوب المياه جنوب الخزان، مما هدد العديد من المعابد والآثار الموجودة هناك للتعرض للغرق مثل مقصورة قرطاسى، فتم عمل حفائر إنقاذ سريعة، نتج عنها مجموعة من الآثار، ولعدم وجود متاحف وقتها، باستثناء المتحف الروماني الذي بني في 1891 بحي بولاق بالقاهرة ، استُغلّ موقع استراحة المهندس الانجليزي بأسوان وتحوّل إلى متحف. افتتح عام 1917، وعُرض به حفائر جبانات أثرية للعصور المصرية القديمة، بالإضافة إلى عمليات الكشف الأثري بجزيرة الفانتين.
-ما مراحل التطوير التي مر بها المتحف؟
بعد افتتاح المتحف عام 1917، أضيف جزء خلفي للمتحف عام 1956، وفي عام 1993 أضيف مبنى ملحق آثار أسوان المعروض به القطع الأثرية حتى الآن، يحتوي على ناتج أعمال البعثة الألمانية التي تنقب في الجزيرة من 1969 حتى 1997، لكن عام 2010 بقرار من وزير الثقافة وقتها "فاروق حسني" أغلق المتحف لتطويره وظل مغلقًا حتى عام 2016، وخلال زيارة وزير السياحة والآثار "خالد عناني" عام 2017، افتتح الملحق المجاور للمتحف بعد تطويره، وفي 2018 بدأ العمل على مبنى المتحف الخارجي من الشرفة و الواجهة الأمامية بدون الجزء الداخلي للمتحف نفسه المغلق حاليًا ولا يحتوي على أي قطع أثرية.
-ما النطاق الجغرافي الذي يقع به المتحف؟
يقع المتحف في جزيرة إلفنتين وهي مدينة سكنية مثّلت الإقليم الأول لأقاليم مصر العليا قديما، وكانت تُدعى "تاستي" أرض القوس وهو ما يُطلق على بلاد النوبة، لأنهم كانوا مهرة في رمي الأقواس في الحروب، ومعروفون أيضًا باسم رماة الأحداق فقد كانوا يرمون القوس في عين العدو.
جزيرة إلفنتين كانت نقطة اتصال مهمة بالوجه الغربي لأسوان، فهي الوجهة المليئة بالسكان وليس الشرق. امتدت من جبانة قبة الهواء وحتى الأغاخان وهي جبانة الحكام وكبار الموظفين الذين عاشوا هناك، ومركز للتجارة وتمركز الجنود باختلاف تاريخ الأسرات.
لماذا أُغلق متحف أسوان وما الخطة المقررة لتطويره؟
أُغلق المتحف عام 2010 لحاجته إلى ترميم، فهو غير مهيأ للعرض ويحتاج إلى وضع خطة إضاءة جيدة بداخلة لعرض المقتنيات بشكل جيد يبرزها للزائر، ووجود تكييفات وخطوط الكهرباء وكل وسائل الإعاشة، لأن المتحف صمم في الأصل كمنزل وليس متحف، فبعد إنشاء متحف النوبة سحب الضوء قليلًا من المتحف لأن متحف النوبة به استغلال جيد لتسليط الضوء على القطع الأثرية، واستغلال كل الزواية في خط اتجاه الزائر لعرض المقتنيات.
متى سيُفتتح المتحف؟
بدأت وزارة الآثار بالفعل العمل على تطوير المتحف في مارس الماضي وموعد الافتتاح بعد عامين، وحاليًا المتحف في مرحلة الدراسة للأعمال الهندسية، وتتولى الشركة الوطنية للمقاولات أعمال تطويره، وتهيئة الساحة الخلفية للمتحف لعرض بعض المقتنيات.
ماذا سيضم المتحف من مقتنيات وما موقف الملحق المجاور له؟
سيعرض المتحف مقتنيات خاصة باكتشافات محافظة أسوان من شمال إدفو وحتى الحدود الجنوبية لمصر، لجميع البعثات في مقتنيات مخازن أسوان وكوم أمبو والكاب، واختيار نوعية المقتنيات وعددها لم يحدد بعد، أما بالنسبة للملحق بجانب المتحف فهو يعرض المقتنيات الخاصة اكتشافات البعثة الألمانية في جزيرة إلفنتين، وستُعاد الرؤية في تصميمها أو الاستعانة ببعض مقتنياته.
-ما الطراز المعماري للمتحف؟
صمم المبنى على الطراز الانجليزي، مثل مباني موطن المهندس الإنجليزي ويليام كوكلس، على مساحة 1000 متر تقريبًا، ويضم أربعة غرق اثنان على اليمين ومماثلة لهم على اليسار وفي عام 1965 أُنشا قاعة عرض كاملة.
-ما المقتنيات التي يضمها ملحق المتحف ؟
يضم الملحق الخاص بالمتحف مقتنيات من عصور ما قبل التاريخ حتى العصر الإسلامي، لجميع حياة المصري القديم اليومية مثل الفخار وتماثيل للمعبودات وتماثيل ملكية، يحتوي على تمثال لتحتمس الثاني يرجع إلى عصر الدولة الحديثة، ومن أهم مقتنيات المتحف بردية ترجع للأسرة الثلاثين تتحدث عن قائمة الزواج مثل التي نعرفها اليوم، يذكر بها ما قدمه العريس للعروس وإذا طلقها ماذا سيعطيها، وفاترينات للاثاث المصري في المطبخ والتخزين وأختام توثيقية وأدوات الصيد وكنز عملة يضمن 447 قطعة من البرونز، ومنحوتات وأشياء خاصة بالمعبودات وحلي وأدوات الزينة للسيدات الأمشاط وأدوات الكحل.
- هل ستُضاف مقتنيات للمتحف بعد الانتهاء من تطويره؟
بعد تطوير المتحف ستُضاف في قاعة العرض ما استحدث من اكتشافات منذ 2010 حتى اليوم، من الحفاير التي اكتُشفت في إلفنتين وخارجها، ومن الممكن إضافة قطع أثرية من معابد أخرى كمعبد ادفو حتى أبو سمبل لأن المتحف ليس خاص بجزيرة ألفنتين كما هو شائع للبعض، بل هو متحف آثار أسوان وليس جزيرة أسوان.