نادي أدب الطفل بسوهاج.. مائدة مستديرة لصناعة "أدباء المستقبل"

تصوير: رفيدة أشرف - نادي أدب الطفل بسوهاج

كتب/ت رفيدة أشرف
2023-12-02 00:00:00
على مائدة مستديرة تجمع الأدباء مع محبي الكتابة لتعلم فنون القصة القصيرة، يشارك الحضور بكتاباتهم ويبدي المستمعون آرائهم ثم يقوم القاص محمد عبدالمطلب والمشرف العام لنادي أدب قصر الطفل بسوهاج بنقد القصة ومناقشتها مع الحضور.
 
تقريبًا هذا هو المشهد المتكرر الذي يتبعه نادي أدب الطفل بسوهاج التابع لقصر ثقافة الطفل بسوهاج، والذي ينعقد كل خميس أسبوعيًا في السادسة مساءً في مكتبة رفاعة الطهطاوي، ويتراوح أعمار الحاضرين بداية من عمر 5 سنوات إلى 18 عامًا، ولا يقتصر الحضور على شروط معينة بل هو لقاء مجاني مفتوح للجميع.
 
يقول عبدالمطلب أن نادي أدب الطفل يستهدف دعم الأطفال الموهوبين أدبيًا وتطويرهم في كتابة القصة القصيرة والشعر، وتم تأسيسه منذ 12 عام، وخلال هذه المدة أًصدر مجلة "صبيان وبنات"؛ لنشر أعمال الموهوبين.
 
وتأسس النادي بفكرة من أشرف عبيد، المُشرف الإداري لنادي أدب الطفل؛ لتبني المواهب في كتابة القصة القصيرة والشعر وبدأت مع سناء إسماعيل، مدير قصر ثقافة الطفل سابقًا، ثم تلتها حنان عبدالمحسن، مديرة قصر ثقافة الطفل حاليًا، ثم بدأ البحث عن كاتب متحمس للفِكرة فوقع الاختيار على عبدالمطلب لما له من أسلوب مُميز في التعامل مع الأطفال، ثم بدأ عقد لقاءات في المدارس على مستوى المحافظة، وتم تحديد يوم الخميس لقاء ثابتًا.
 
وتسرد خلود صلاح، 23 عام، إحدى الحاضرات السابقات للقاءات نادي أدب الطفل، تجربتها، وتقول: "عندما كنت في الصف الثاني الإعدادي بدأت الحرص على حضوري لقاءاته، شاركت في البداية بالقصص الطويلة، ولكن مع استمراري تعلمت صياغة أفكاري في صفحات أقل دون إفساد محتوى القصة والتلاعب في المضمون، وبدأت ألاحظ تطور أسلوبي، كما تعلمت كتابة قصة قصيرة بطريقة إبداعية دون خوف وبشكل صحيح".
 
وتتحدث خلود عن أهمية الكتابة في التعبير عن النفس بطريقة أفضل، وتشعر أن لقاء النادي بمثابة بيتها الآخر فهو يساعدها في التعبير عن أفكارها الدفينة غير المألوفة، وأن اللقاءات فائدتها تراكم الخبرات.
 
وتقول آية محمد،21 عام، إحدى الحاضرات السابقات للقاءات النادي، إن قصصها في البداية كانت غير متكاملة، ولكن مع حضور اللقاءات ومناقشة ما كتبته لاحظت تطورًا في أسلوبها.
 
وتضيف: "زاد الحضوري من معدل قراءتي اليومية ومن مهاراتي في النقد خصوصًا بسبب المناقشات".
 
وبدأت بسملة محمد، 16 عام، حضور لقاءات النادي في الصف الثالث الإبتدائي، حينما تعرفت عليه عن طريق قصر الثقافة. تعلق: "تعلمت من خلاله أن القصة الجيدة لا تكمن في عدد كلماتها وطولها، فقد تقتصر على صفحة أو حتى سطرين دون أن يؤثر على مستواها".
 
وتضيف: "طورتني اللقاءات وساعدتني في التعبير عن ذاتي ومشاعري للعالم في عدة كلمات، وبدأت أنظر للمواقف التي تحدث في الحياة اليومية بعين الكاتب، وتدوينها في دفترها الخاص لتحكي معاناة أو تحكي شعور بفرحة".
 
وقال أشرف عبيد، المشرف الإداري لنادي أدب الطفل، إن من أهم التحديات التي واجهتهم هو صعوبة إيجاد أحد الأدباء المؤمنين بالفكرة، ثم وجدوا عبدالمطلب الذي كان لديه حماس كبير لاستمرار اللقاءات، بوصفه أحد أوائل أندية الأدب على مستوى الجمهورية، ومع بداية تأسيسه لم يكن هناك اعتماد للنادي ولم يكن رسمي ثم تم اعتماده من وزارة الثقافة، وخُصصت له ميزانية قدرها 1000 جنيه شهريًا، تُصرف في طباعة الأعمال المميزة، فيما يتم الاشتراك في نادي الأدب مجانًا لكل الأطفال على مستوى محافظة سوهاج.
 
وأضاف: "تقام اللقاءات حاليا بسبب التطوير في مقر قصر ثقافة الطفل بمكتبة رفاعة الطهطاوي في تمام الساعة السادسة مساءً كل يوم خميس من كل أسبوع”.
 
أما عن مدى استفادة الحضور من التطوير، علق "عبيد": "الطفل الموهوب يستجيب للملاحظات ويتطور، ويتم نشر القصص في مجلة تسمى "صبيان وبنات"، وهي تضم مجموعة من القصص كتبها الموهوبون بالنادي، وجاري حاليًا إصدار عدد جديد من المجلة.
 
من جانبها تقول حسناء علي، والدة أربعة مشاركين بالنادي: "كنت أعلم أن أبنائي يمتلكون ملكة الكتابة، لذلك قمت بتشجيعهم للذهاب وحضور هذه اللقاءات وكنت أعتقد أن نادي الأدب يشمل جميع أنواع الكتابة، وفوجئت أنه يختص بكتابة القصة القصيرة والشعر، وقد شعروا في أول حضور لهم بالإحباط بسبب الانتقادات التي وجهت لهم والناتجة عن عدم معرفتهم بالأساسيات وكانت كتابتهم لا تأخذ شكل القصة القصيرة ولكن أصررت أن يستكملوا في حضور هذه اللقاءات، خاصة أن النقد شيء جيد كما أنه يعمل على التطوير".
 
وتضيف "حسناء ": "لاحظت السعادة والاستمتاع عليهم فيما بعد العودة من اللقاء، وأعتقد أن مجالسة الأدباء تغير من نظرة الإنسان للأشياء"، موضحة أن من التحديات التي تواجهها هو أن اللقاء في مدينة سوهاج فقط ولا يوجد في المراكز، مما يعيق الأطفال الموهوبين خارج المدينة".
 
وتقول زينب فواز، أحد أولياء الأمور، كان ابني يُحب التمثيل والإنشاد فقررت إلحاقه بقصر الثقافة، ومع أول حضور له قرر أن يكتب مسرحية من تأليفه وبدأت ألاحظ تطوراً في شخصيته، مضيفة بالرغم من شعور ابني بالملل من حضور لقاء نادي الأدب إلا أن أحببت حضوره لأنه يزيد من شغفي للكتابة وبدأت أكتب قصصًا.