ألقى عرضًا مسرحيًا جسده فريق "نواه" بسوهاج الضوء على أزمة حرمان النساء من ميراثهن الشرعي، وزواج القاصرات "الزواج المبكر".

وحمل عنوان المسرحية "الانتظار"، وأداها الممثلون داخل مركز شباب مدينة ناصر في سوهاج. 

ودارت المسرحية في 4 قصص داخل قطار، وهي لفتاة أجبرها أهلها على الزواج في سن لم يتجاوز 17 عامًا، ثم مات زوجها بعد إنجابها طفلًا، والثانية لفتاة مات والدها وأرادت الحصول على حقها الشرعي في الميراث لكن أخاها لم يرض بذلك ولم يعطها نصيبه الشرعي في الميراث، والثالثة لصبي توفت أمه ثم عنفه أبيه وطالبه بالعمل وحدد له مستقبله ومصيره في الحياة، والرابعة لرجل جالس على المسرح يكتب أرقامًا بجانب القطار ثم يروي قصته حول طفلته التي هربت منه بسبب تعنيفه لها؛ لأن القرية ظنت أن هذا هو الحل الوحيد لتربيتها، ثم ذهبت الطفلة إلى القطار فدهسها، وتمثل الأرقام خط نجدة المرأة والطفولة.
     
وألقى شيخ هو محمد حافظ خطبة عقب العرض، استعرض فيها دلائل تكريم الإسلام للمرأة من القرآن الكريم، وضرب مثلًا بأن سورة في القرآن تحمل اسم "النساء" وأخرى "مريم"، مؤكدًا أن للرجل والمرأة حقوق وواجبات، وأن بعض الناس يحرمون النساء من التعليم رغم تكريم الإسلام لها.

ونهى حافظ عن ظلم المرأة وخاصة في مسألة حرمانها من الميراث والتعليم وإجبارها على الزواج المبكر وختان الإناث، موضحًا أنه لم يرد نص قرآني صريح للختان، كما نبه إلى أن القرآن تحدث عن تنظيم النسل والبعد بين فترات الحمل.

وقال كيرلس ميشيل، ممثل في العرض لـ"أهل سوهاج" إن مرحلة الكتابة استغرقت 15 يومًا، وعلى الرغم من قلة الإمكانيات وصغر مساحة المسرح، إلا أن الفريق استطاع التعامل، لافتًا إلى أن العرض ناقش قضايا تلمس المجتمع.

وذكرت نوران أحمد، ممثلة في المسرحية، أنها استهدفت توعية الناس بأهمية وخطورة بعض القضايا المجتمعية، وهي موجهة للأعمار من 18 إلى 35 عامًا، وجرت بروفاتها لمدة 12 يومًا، موضحة أن الفريق في أول عرض واجه استخفافًا من الجمهور. 

  وقالت نور وحيد، من الجمهور، إن العرض أعجبها خاصة قصة الأب الذي فقد ابنته، إذ استطاع نقل شعوره للحضور، وهو ما أكد عليه كيرو أبونا الذي شعر بتعلق الأب بابنته التي ماتت، لكنه انتقد ما يرى أنه افتقاد الأب في الدور لفكرة التسليم بالقدر.  

وأضاف أن الفريق ظهر متماسكًا ومتعاونًا، فيما رأى عبدالله السيد أن العرض جميل ويحمل أكثر من رسالة مهمة في مسألة الميراث وأزمة ضرب الأسر للأبناء. 

وفريق "نواه" تابع لمؤسسة "إتجاه" والذي يناقش قضايا مجتمعية مثل ختان الإناث والزواج المبكر والعنف القائم على النوع الاجتماعي "الجندر"، وتم بشراكة مع وزارة الشباب والرياضة، وبتمويل من صندوق الأمم المتحدة للسكان.