منذ صغري وأنا أتعرض للتنمر من زملائي بالمدرسة، بسبب طريقة "قص شعري"، لأنني أحب دومًا تمشيطه باتجاه جانب الرأس، فكان زملائي ينادوني باسم "الموظف"، لأني "جايب شعري على جنب".
وذات يوم اشتدت درجة التنمر الذي أتعرض له؛ فتركتُ المدرسة وذهبت إلى منزل جدي، لأن والديّ في مكان عملهما، عندما ذهبت إلى بيت جدي، قابلتنى جدتي وأنا أبكي بشدة، فسألتني ماذا بك يا ولدي؟، فأجابتها والدموع تنهمر من عيناي، زملائي في المدرسة يتنمرون على شعري، وأشرتُ بأصابعي نحو رأسي، سألتني "وما مشكلة "القصّة"؟، قلتُ لها هذه الحُلاقة لا يقصها سوى كبار السن.
سألتني الجدة "ماذا سيحدث غدًا في المدرسة؟"، أخذت أفكر حتى تذكرت أن غدًا سأحصل على كأس التفوق، وسوف تقام احتفالية لتكريمي بالمدرسة، نبهتني جدتي قائلة "زملائك يغيرون منك يا غبي"، تفاجئت أن دموعي تنهمر من عيناي وجدتي تحاول تهدئتي، حتى أتت أمي من عملها، فقد صادف هذا اليوم وقت تجمّعنا في منزل جدي.
رأتني أمي وأنا أبكي، فسألتني لماذا تبكي بهذه الحرقة؟ ما الذي حدث، وهل حدث أمام المعلم أم بينكم؟، أجابتها أمام المعلم، سألتني عن رد فعله، رددت عليها أنه مُتفق مع زملائي، قالت لي معهم حق، هذه الحلاقة ليست مناسبة لسنك.
اتصلت أمي مُسرعة بإحدى المعلمات بالمدرسة لسؤالها عن عدم إخبار المدرس لها بتلك الواقعة، فرددت المعلمة مُتعجبة بما حدث، قائلة: "حتى ابنك غير مشاغب وممتاز بالمدرسة، وسيحصل غدًا على كأس التفوق"، فرددت أمي على المعلمة سأترك لكم هذا الأمر، ولكن إذا شكا ابني مرة أخرى، فلا تلوموني على ما أفعله، وأغلقت أمي المكالمة وأخذت تُهدأ من روعي.
في اليوم التالي ذهبت إلى المدرسة، ورأيت زملائي المتنمرين يحملون لي باقة من الزهور، كما أن معلمي كان بيديه هدية، بدؤوا يهنئوني في صوت واحد "ألف مبروك على كأس التفوق"، مازحين "انت بتحلق فين"، وقتها تأكدت أني على حق، ثم ذهبنا إلى الحفل وحصلت على كأس التفوق من مدير المدرسة، ومن وقتها لم أتعرض للتنمر من زملائي بالمدرسة.