مستهدفة "وعي الأسر".. قصر ثقافة الطفل ينظم ندوة حول التحرش والتنمر

تصوير: جنة الله اشرف - نورهان عبدالرحمن  - المدربة وإحدى الحضور خلال أحد أنشطة الندوة

نظم قصر ثقافة  الطفل بسوهاج، الخميس 30 يناير الماضي، ندوة توعوية بعنوان " لا للتحرش والتنمر"، بمكتبة رفاعة الطهطاوي بسوهاج.

بدأت الندوة فى تمام الساعة الحادية عشر صباحًا، وسط حضور عدد من الأطفال وأولياء الأمور، فيما أدارت المناقشات، منار سمير، المحاضرة والمدربة المتخصصة في التوعية الاجتماعية، وتناولت المناقشات الظاهرتين، بأسلوب تفاعلي بسيط.

أبعاد ومفاهيم أساسية

بدأت منار سمير فعاليات الندوة بسؤال للأطفال عن معنى كلمة "التحرش"، لتوضح بعد ذلك، الفرق بين اللمسات الجيدة التي تشمل احتضان الأهل أو الفحص الطبي بحضور الوالدين، واللمسات السيئة التي تشمل اللمس غير اللائق، حيث أكدت على ضرورة الثقة بالنفس في مواجهة مثل هذه المواقف، وشددت على أهمية إبلاغ الأهل أو المعلمين عند التعرض لأي خطر.

وانتقلت منار سمير لتتناول التنمر وأثره العميق على الصحة النفسية للأطفال والمراهقين، وأوضحت أن التنمر لا يقتصر على استخدام الكلمات الجارحة، بل يمتد إلى تأثيرات نفسية أخرى، قد تؤدي إلى عزلة اجتماعية وفقدان الثقة بالنفس، وقدمت "سمير" نصائح عملية للأطفال، عن كيفية التصرف عند مواجهة التنمر، مثل عدم إظهار الخوف، والرد بثقة على المتنمرين، وأهمية الإبلاغ الفوري سواء في المدرسة أو في المنزل.

نشاط تفاعلي

وقسمت منار سمير، الأطفال إلى مجموعات، لتبدء نشاطًا تفاعليًا حول التمييز بين السلوكيات الآمنة والغير آمنة، من خلال نشاط "الصندوق الآمن وغير الآمن"، والذي شمل أمثلة لمواقف تتعلق بالتعامل مع الغرباء أو معانقة شخص غير مألوف، مما ساعد الأطفال على التمييز بين المواقف التي تتطلب الحذر والمواقف الطبيعية.

أثر إيجابي

وفي تقييمها للندة وأنشطتها، أعربت نعمة حسام، 11 عامًا وإحدى الحضور، عن مدى  تأثرها بمحتوى الندوة قائلة "تعلمت كيفية الدفاع عن نفسي إذا حاول أي شخص مضايقتي، كما فهمت أهمية إبلاغ  ولى الأمر أو المدرسة في حال تعرضي لأي موقف سيئ."

أما جهاد خلف،15 عامًا، فأكدت أن الندوة سلطت الضوء على جانب مهم من مشكلة التنمر، وهو تأثيره على نفسية الطلاب بشكل كبير، وأعربت قائلة :"من المهم أن نتكاتف جميعًا كأفراد ومجتمع لمواجهة هذه الظاهرة".

وأشار سمير هلال، 14 عامًا، إلى أن الوعي بالتحرش يجب أن يشمل أيضًا الأشخاص الذين يمارسون التنمر، واستكمل حديثه قائلًا "أعتقد أنه من المهم توعية المتنمرين أنفسهم، فقد يكونون ضحايا لمشاكل أسرية أو ضغوط نفسية، فعلينا مساعدتهم لتغيير سلوكهم بدلاً من معاقبتهم فقط".

أما رنا جميل 7 سنوات، فأعربت عن إدراكها للمفاهيم الجديدة قائلة: "والدتى نبهتني لخطورة الحديث الغرباء، لكن الآن ادركت أهمية ذلك، فيجب أن أبلغها أو أبلغ المدرسة إذا حاول أحد مضايقتي".

المجتمع والقضية

وعلى جانب آخر، أكدت حنان محسن، مدير قصر ثقافة الطفل بسوهاج، على أهمية تنظيم مثل هذه الفعاليات، مشيرة إلى أن التعاون المجتمعي هو السبيل لمواجهة هذه الظواهر وأضافت أثناء حديثها مع أهل سوهاج  "نحن هنا لنبني وعيًا حقيقيًا لدى الأطفال حول كيفية الدفاع عن أنفسهم، وأيضًا لكي يدرك أولياء الأمور دورهم في حماية أبنائهم من هذه المشاكل".

أما أحمد صلاح، أحد أولياء الأمور، فأشاد بأهمية الندوة في رفع الوعي الأسري قائلاً "الندوة قدمت لنا الكثير من المعلومات القيمة التي لم نكن على دراية بها، وأعتقد أنها ستساعدنا كثيرًا في حماية أبنائنا".

واختتمت الندوة بتأكيد المدربة منار سمير على أن هذه الأنشطة لا تقتصر على توعية الأطفال فقط، بل هي دعوة للمجتمع بأسره لمواجهة هذه الظواهر السلبية بطريقة علمية وفعالة، وقالت "التحرش والتنمر ظواهر تحتاج إلى جهد جماعي للتصدي لها، ومن خلال نشر الوعي والتثقيف نساعد في بناء جيل أكثر قوة ووعيًا بحقوقه".

تصوير: جنة الله اشرف - نورهان عبدالرحمن  - جانب من فعاليات الندوة بمكتبة رفعاة الطهطاوي