لم يسلم ممارسو الرياضة في سوهاج من أزمة ارتفاع الأسعار التي يعاني منها المصريون الفترة الأخيرة، حيث ألقت هذه الأزمة بظلالها على مرتادي صالات اللياقة البدنية، وارتفعت أسعار اشتراكات الصالات وأسعار البروتينات الحيوانية، ليجد عددًا غير قليل من مرتادي الصالات أنفسهم مضطرين للتفكير في بدائل لمواجهة غلاء الأسعار، قد لا يستطيع عدد منهم تحمل تكلفتها مما يهدد استمرارهم في ممارسة الرياضة من الأساس.
محمد النمس، في العقد الثاني من العمر، من مرتادي صالات اللياقة البدنية في سوهاج، لم يواجه زيادة في سعر اشتراك الصالة، لكن يعانى من ارتفاع أسعار البروتين الحيواني والمكملات الغذائية.
لم يكن أمامه خيارات كثيرة، تنازل عن الأكل الصحي والمكملات الغذائية، واعتمد في نظامه الغذائي على البروتين النباتي بديلًا عن الحيواني، حيث يتناول العدس والفاصوليا والمكسرات والخيار والفلفل الأخضر بديلًا للحوم والدواجن، لكن هذا الخيار لم يكن مريحًا له، يقول النمس بأن نفسيته تأثرت لعدم شعوره بالتقدم في شكل بنيان جسمه.
أما محمد البدري، ذو الـ 18 عامًا، يواجه مشكلة مضاعفة، حيث يعاني من ارتفاع أسعار الاشتراكات الشهرية في صالات اللياقة البدنية، إضافة إلى ارتفاع أسعار البروتين الحيواني، وهو ما قلل في آماله في بناء عضلاته في وقت قياسي، لذا لجأ لتناول الشوفان والفول السوداني والمدمس والجبنة القريش كأكلات بديلة لصدور الفراخ واللحوم والأسماك التي ارتفعت أسعارها بشكل خيالي.
محاولة التكيف مع ارتفاع أسعار المواد الغذائية أو الاشتراكات ليست متاحة أمام آخرين ممن يذهبون إلى صالات اللياقة البدنية لممارسة الرياضة، فهناك من بات مهددًا بالتوقف من الأساس، خصوصًا إذا وضعنا فى الاعتبار عدم وجود مساحات عامة لممارسة الرياضة فى سوهاج.
من هؤلاء، محمد حلمي، ذو الـ 17 عامًا، الذي لم يستطع تحمل كُلفة ارتفاع أسعار اشتراكات صالات اللياقة البدنية، يقول: "أبحث عن صالة بسعر مناسب لاستكمال التمارين".
كما يعاني من ارتفاع أسعار الوجبات التي كان يعتمد عليها في نظامه الغذائي: "كرتونة التونة تتعدى الألف جنيهًا"، لم يكن يعتمد حلمي علي المكملات الغذائية، لكنه أصبح في ورطة لعدم قدرته على تحمل الارتفاع في أسعار البيض وصدور الفراخ.
منذ بداية أزمة ارتفاع الأسعار، وضع مصطفى أسامة حلًا لمواجهة الأزمة:"هناك العديد من أنواع الطعام تحتوي على عناصر متعددة مليئة بالبروتين وغير مكلفة، وتصلح بديلة للحوم، مثل الفول والعدس"، عدم اعتماد أسامة علي المكملات الغذائية قلل من حجم الأزمة: "غير أساسية، وتكلفة مالية بدون جدوى"، كما أن الصالة التي يتدرب فيها -ذو ال 17 عامًا- لم ترفع سعر الاشتراك الشهري.
“طبيعي"، هكذا يرد محمد طلعت، مدرب كمال أجسام بإحدى الصالات البدنية في سوهاج، إذ يربط ارتفاع أسعار اشتراك صالات اللياقة بسبب الزيادة العامة في جميع السلع وارتفاع رواتب العمالة والكهرباء والمياه والإيجارات وأدوات الصيانة ومستلزمات الأجهزة التي يتم تغييرها كل شهر كـ"الواير والزيوت".
متوسط سعر الاشتراك الشهري في الصالات الرياضية في مدينة سوهاج 50 جنيه قبل الأزمة، حاليًا تبدأ أسعار الاشتراكات الشهرية من 200 جنيه وصولاً لـ 1000 جنيه وأكثر على حسب الخدمات المُقدمة، كما أن أسعار الكرياتين "مكملات غذائية" تبدأ من 1200 جنيه.