"ذكر شرقي منقرض"

تصميم رياض عادل

كتب/ت رحمة أشرف
2024-11-25 11:02:56

في مقدمة كتاب “ذكر شرقي منقرض”، يصف مؤلف الكتاب، أستاذ واستشاري الطب النفسي، الدكتور محمد طه، الذكورية الشرقية بأنها “مرض مُجهد”، ليس ذلك فقط، بل “متلازمة مرضية كاملة”، تبدأ -وفقًا له- من تربية الآباء والأمهات لأبنائهم وبناتهم، وتنتهي نهايات مأساوية مجحفة للجميع.

وخلال الكتاب يحاول طه أن يضع حلول من خلال خبرته كطبيب نفسي، يوصّف فيها أولًا ماهية "الذكورية الشرقية"، ويفصّل خلال فصوله، أعراضها وأسبابها ونتائجها وحلول مواجهة أضرارها، مشيرًا إلى أنه إن لم يحدث تغيير في تبني الذكورية الشرقية في المجتمع وإن لم يسعى الذكر أن يواجه مشكلات تبني النظرة الذكورية وتجاهل النساء، فـ: "تأكدوا أن هذا الديناصور البشري الضخم لن يكون له أي مكان سوى في ركن بعيد في أحد متاحف العالم، تحته لافتة صغيرة مكتوب عليها بخط غير واضح “ذكر شرقي”. 

و"طه" من مواليد مركز مغاغة في محافظة المنيا، صعيد مصر، وقد اشتهر بإصداراته العلمية المبسطة في الطب النفسي والعلاقات الإنسانية وغيرها من الموضوعات التي تساعد على فهم القارئ نفسه وتطوير وعيه وأدواته الشخصية، مما يساهم في تغيير حياته إلى الأفضل. 

ويناقش الكتاب قضية "الهوية الذكورية" ويطرح تساؤلات حول الأفكار التقليدية والنمطية المتعلقة بالرجولة وتأثيرها على النوع الاجتماعي، وتأثير التقاليد والثقافة المجتمعية على تشكيل هوية الذكر والأنثى في مجتمعنا والدور النمطي الذي يتوقع المجتمع من الرجال الالتزام به.

واعتمد الكاتب في الكتاب إلى توجيه خطابه للذكور، والنساء ممن تعاني من أضرار سيطرة الأفكار "الذكورية"، وركز خلاله على تصحيح مباشر لمفاهيم أو تقاليد راسخة معينة، مستخدمًا المزج بين دراسته في علم النفس و نماذج لقصص تبرز هذه المواقف.

في بداية قراءتي للكتاب ورغم وصفه للعديد من النماذج الواقعية، التي لا تعتبر بعيدة عن مخيلتي نظرًا لوجود تلك النماذج أمامي، شعرت وكأنه جعل الذكر مثال الشرور في المجتمع، لكني مع القراءة، بدأت أتفهم أن دعم هذا النمط الذكوري، ليس مرتبط فقط بالذكور، كجنس، بل أنه في بعض الأحيان، تغذيه المرأة نفسها وليس الرجل وحده. 

يقول طه، إن أحيانًا، قد تكون: "المرأة هي العدوّ الأول لنفسها"، مثلما هي الحالة عند بعض النساء الذين يتعاطفوا مع من يمارس العنف ضدهم، والذي تفسرها "متلازمة ستوكهولم" التي تعني تماهي الضحية مع الجاني أو تتعاطف مع الشخص الذي ظلمها، وتؤمن بنفس أفكاره وتؤازره في صفاته، تدعمه وتقف إلى جانبه، بل قد تصل إلى إحساس النساء بالذنب.

ويضع طه مسؤولية التغيير وفهم أضرار "الأفكار الذكورية" على الذكر نفسه في المقام الأول.