تعد منصة "تيك توك" واحدة من المنصات الأكثر استخدامًا في العالم، إذ يستطيع صانع المحتوى نشر مقاطع فيديو لأغاني ومؤثرات مختلفة، وبحسب موقع الشرق الإخباري، فقد وصل عدد مستخدمي "تيك توك" المليار مستخدم، وبدأت المنصة في السعي لمنافسة موقع "يوتيوب" فيما يخص نشر مقاطع فيديو تصل مدتها إلى 60 دقيقة، بعد أن اعتمد "تيك توك" على نشر مقاطع قصيرة لا تتعدى في بداية الـ60 ثانية وقت إطلاق الموقع، وبحسب موقع "بيزنس آب" المتخصص في التطبيقات، فقد وصل مستخدمي "تيك توك" في 2024 إلى 1.8 مليار مستخدم.
انتشر الـ"تيك توك" انتشارًا كبيرًا في الوطن العربي، وحصد تفاعًلا كبيرًا بين المستخدمين وتقديم العديد من الفيديوهات الترفيهية، لكن مع الوقت بدأت تنتشر مقاطع غير لائقة، وبدأ تأثيرها واضحًا على الأطفال والمراهقين، حيث تم حظر تطبيق "تيك توك" في عدة بلدان عالمية وبلدان عربية؛ منها الأردن التي حظرت التطبيق مؤقتًا لسوء استخدام التطبيق وانتشار مقاطع تُحرّض على العنف.
واجهت مصر مشكلات مُشابهة، ولا تزال حتى وقتنا الحالي تواجه انتشار المقاطع السيئة، التي تؤثر على الأطفال سلوكيًا وأخلاقيًا، ففي عام 2020 ألقت الحكومة المصرية القبض على صانعتي محتوى تيك توك، حنين حسام ومودة الأدهم، بعد اتهامهما بتهمة الإتجار بالبشر والتحريض على الفسق والفجور، وحُكم على حنين بالسجن 10 سنوات ومودة بالسجن 6 سنوات، خُفّف الحكم على حنين بعد ذلك ليُصبح 3 سنوات، وفي فبراير الماضي ألقت الحكومة المصرية القبض على صانعة المحتوى، سوزي الأردنية، صاحبة ترند "الشارع اللى وراه"، بتهمة التعدي على القيم والمباديء الأسرية.
وناقش مسلسل "أعلى نسبة مشاهدة" بطولة سلمى أبو ضيف وليل أحمد زاهر، اللتان قامتا بدور "شيماء" و"نسمة"، في سباق رمضان الماضي، مشاكل الهوس بالتيك توك والشهرة، الأمر الذي وصل لحد الترويج للإتجار بالبشر مقابل مبلغ مالي.
أثناء عرض المسلسل، فُتح النقاش في البيوت المصرية، حول تأثير تيك توك، وأوضح حينها الدكتور تامر المصري أستاذ الطب النفسي في لقاء له مع برنامج "صباح جديد" أن التيك توك ومواقع التواصل الاجتماعي أصبحوا وسائل للمتعة والترفيه للأطفال.
وأكد أنها أصبحت متاحة بين أيديهم، ولا شك أن الطفل يحب المغامرات، لذلك يقوم بتجربة كل ما هو أمامه، لذلك يندفع وراء تقليد مقاطع الفيديوهات التي تُبث على مواقع التواصل الاجتماعي، مما يزجّ المجتمع في مشاكل بسبب هذه التطبيقات لعدم إدراك الطفل العواقب التي تترتب عليها.
السؤال الذي يطرح نفسه، لماذا لا نستغل "تيك توك" وما شابهه من المنصات في نشر أو مشاهدة أشياء مفيدة، والابتعاد عن المقاطع التافهة؟، لماذا لا توجد رقابة من الأهل على المحتوى الذي يتعرض له الطفل؟، لم لا تعزز الرقابة المصرية دورها في تقليل نوعية هذه المقاطع؟ هل سنستمر في الانطلاق نحو المجهول؟، أم ستكون لنا وقفة صادقة مع أنفسنا ومع أطفالنا؟