الزينة الورقية في رمضان.. لمسات إبداعية تجمع بين التوفير والفرح

تصوير: جنة الله - الزينة الورقية

الزينة اليدوية، بتفاصيلها البسيطة التي تنبض بالإبداع واللمسة الشخصية، ليست مجرد قطع فنية، بل هي انعكاس لمشاعر الفرح والفخر التي تسكن صانعيها. بورقٍ ملون، وخيوطٍ متشابكة، ولمساتٍ من الخيال، ينسج الأفراد عالمهم الخاص، حيث يجتمع الإبداع والبساطة في آنٍ واحد. 

ومع اقتراب شهر رمضان الكريم، تتحول الشوارع والمنازل إلى لوحاتٍ مضيئة تمتلأ بالأصالة والدفء، إذ تروي كل زينة قصة فرحة تتوارثها الأجيال، وتحافظ على روح الاحتفال والعادات التي تمنح الشهر الكريم نكهته المميزة.

وخلال العام الحالي أصبح كثيرون يفضلون الزينة الورقية المصنوعة باليد بدلًا من الزينة الجاهزة، رغبة  في استعادة أجواء رمضان التقليدية، وتعزيز الشعور بالمشاركة العائلية، خاصة بين الأطفال الذين يجدون متعة في صناعة الزينة بأنفسهم.

أسر مصرية تحب الزينة الورقية

في منزلها بمحافظة سوهاج، تجد رشدية عبدالعزيز، ربة منزل، متعة خاصة في صناعة الزينة الورقية مع أبنائها، ليس فقط كوسيلة للتوفير، بل لأنها تمنح أجواء رمضان طابعًا مميزًا. تقول رشدية: "اعتدت منذ سنوات على صنع الزينة الورقية مع أطفالي، وحاولت مرة شراء الزينة الجاهزة، لكني شعرت أن الزينة التي نصنعها بأنفسنا تملأ المنزل بالبهجة، حتى لو استغرقت وقتًا أطول".

أما ريهام وليد، ذات الـ12 عامًا، التي تعيش في نجع الغوانم بقرية إدفا، ترى أن الزينة الجاهزة أكثر جاذبية، رغم حبها لصنع الزينة الورقية مع أصدقائها. تقول: "الزينة الجاهزة ألوانها زاهية وجودتها أفضل، ورغم أننا نحرص على صنع الزينة الورقية في المنزل، إلا أننا نشتري الجاهزة أحيانًا لأنها تبدو أكثر تناسقًا".

ويفضل حسن راضي، رب أسرة من قرية إدفا، شراء الزينة الجاهزة نظرًا لسهولة استخدامها وجمال مظهرها. يقول: "ليس لدي وقت للقص واللصق، لكن أطفالي يحبون صناعة الزينة بأنفسهم، أتركهم يفعلون ما يسعدهم، البعض يلجأ للزينة الورقية لتوفير المال، لكني أرى أن الجاهزة تدوم لفترة أطول، مما يجعلها خيارًا أوفر على المدى البعيد".

أما أحمد سمير، البالغ من العمر 7 سنوات، فيجد متعة خاصة في قص الورق وتلوينه مع إخوته، رغم أن الزينة الورقية تتعرض للتمزق سريعًا، مما يسبب له بعض الإحباط. يقول: "والدي يشتري لنا الزينة الجاهزة كل عام، لكنها لا تمنحني نفس السعادة التي أشعر بها عندما أصنعها بنفسي".

كيف نصنع الزينة الورقية؟

بين الأيدي المبدعة التي تقص، تلصق، وتلون، تولد الزينة الورقية، حاملة في تفاصيلها لمسات شخصية تعكس الفرح والانتماء لروح شهر رمضان، تحب الأسر صناعة الزينة بنفسها.

تجد، بسنت 11 عامًا، من سوهاج، متعة خاصة في صنع الزينة بيديها، حيث تضيف لمستها الفريدة على كل قطعة تصنعها. تقول بحماس: "أحب صنع العقد المصنوع من حلقات الورق، فهو سهل وممتع، كما أن الزينة اليدوية أرخص من الجاهزة، واستخدام مواد بسيطة مثل الورق، المقص، الدقيق، الماء، الدوبارة، والخيط. إنها طريقة موفرة وتمنحني شعورًا بالسعادة".

رجاء أحمد 25 عامًا، ترى أن الزينة اليدوية تمنحها حرية أكبر في اختيار التصاميم التي تحبها، تقول: "أشتري ورق تغليف الهدايا وأقصه إلى شرائط طويلة، ثم أستخدم الدبارة في التثبيت، حتى وإن كانت تكلفة الورق قد ترتفع قليلًا، إلا أنها تظل اقتصادية وتوفر لي خيارات متنوعة".

وتصف رقية حسن، 17 عامًا، تصف شعورها بالسعادة وهي تصنع الزينة، حيث ترى أنها ليست مجرد زينة، بل وسيلة للتعبير عن الإبداع. تقول: "أشعر بالفخر عندما تزين زينتي المكان، وأحب استخدام الورق العادي، المقص، والدبارة، وهذا يجعلني مختلفة عن البائعين الذين يهتمون بالربح فقط".

ويعشق محمد عمر، 12 عامًا، صنع الفوانيس الورقية، ويعتبرها مصدر فخر له. يقول: "أستخدم ثلاث قطع ورقية لتشكيل الفانوس، حيث أصمم الجزء العلوي على شكل قبة، والوسط على شكل أسطوانة، وأضيف قاعدة، ثم أربط الأجزاء بالخيط، أشعر بسعادة كبيرة حين أرى ما صنعته بيدي".

بينما تمزج آية حمدي، 19 عامًا، بين الزينة اليدوية والجاهزة، حيث ترى أن لكل منهما رونقًا خاصًا. تقول: "أحب دمج الزينة الورقية مع عقد النور المصنوع من البلاستيك أو القماش، فهي جزء من العادات التي تعلمتها من كبار العائلة، وأراها طريقة مثالية لتقديم شيء مميز".

بين الحنين للماضي ومتطلبات الحاضر، تبقى الزينة الورقية جزءًا من تقاليد رمضان التي تجمع العائلات بروح الفرح والمشاركة.

 

تصوير: جنة الله - الزينة الورقية