مرت أمس، ذكرى ميلاد الأديب والصحفي المصري الراحل، جمال الغيطاني، ابن سوهاج وصاحب التجليات، الذي خصص عمره كله للكتابة والبحث والتأريخ، وأسس ورأس تحرير جريدة أخبار الأدب، التابعة لمؤسسة أخبار اليوم.
ثمانية وسبعون عامًا، مضت على ميلاد الغيطاني، الذي وُلد في التاسع من مايو عام 1945، في محافظة سوهاج بمركز جُهينة، لكن النشأة كانت في القاهرة القديمة.
تعلم في مدرسة عبدالرحمن كتخدا الابتدائية، ومدرسة الجمالية الابتدائية، ثم حصل على الشهادة الإعدادية من مدرسة محمد علي عام 1959، وظهر منذ صغره حبه للكتابة.
كان الغيطاني يدخر من مصروفه بضعة قروش، لقراءة تاريخ الجبرتي وابن إياس، والملاحم الشعبية.
فى أسرة فقيرة تربى الغيطاني، وعمل منذ طفولته في صناعة السجاد، ثم درس تصميم السجاد في المدرسة العباسية الثانوية الفنية، وبعد عدة خبرات، وصل إلى وظيفة، سكرتير الجمعية التعاونية المصرية لصناع وفناني خان الخليجي عام 1969.
بعد ذلك، نشر 50 قصة قصيرة، ثم أصدر أولى مجموعاته القصصية "أوراق شاب عاش منذ ألف عام"، ذاع صيته في الأوساط الثقافية، ليترك صناعة السجاد، ويتفرغ للكتابة، واستقبل المجتمع الثقافي وقتها المجموعة باهتمام كبير.
استطاع الغيطاني، حين دخل مؤسسة أخبار اليوم، أن يعمل مراسلًا حربيًا للأخبار في فترة حرب الاستنزاف.
أسس الغيطاني، عام 1993 جريدة أخبار الأدب.
له عدة مؤلفات ما بين الرواية والقصة والتآريخ، وتُرجمت مؤلفاته لعدة لغات أبرزها اللغة الفرنسية والألمانية.
ومن أبرز أعماله: “حكايات الغريب، وقائع حارة الزعفراني، شطح المدينة، الزويل، رسالة في الصبابة والوجد، هاتف المغيب، الزيني بركات، التجليات، رسالة البصائر فى المصائر، ملامح القاهرة في ألف سنة".
من أعماله التي تحولت إلى الدراما، الزيني بركات، وحكايات الغريب.
اقترب الغيطاني من الأديب الكبير - والحائز على جائزة نوبل - الراحل نجيب محفوظ، وصار من تلاميذه والمقربين له.
حصل الغيطاني، على عدة جوائز مصرية وعربية وعالمية، منها: “جائزة الدولة التشجيعية للرواية عام 1980، وسام الاستحقاق الفرنسي من طبقة فارس عام 1987، جائزة سلطان بن علي العويس عام 1997، ووسام العلوم والفنون من الطبقة الأولى، جائزة لورباتليون لأفضل عمل أدبي مترجم إلى الفرنسية عن روايته التجليات مشاركة مع المترجم خالد عثمان في 2005، جائزة جرينزانا كافور 2006 للأدب الأجنبي – إيطاليا، جائزة الدولة التقديرية من مصر عام 2007، جائزة الشيخ زايد للكتاب في فرع الآداب للدورة الثالثة 2009 عن رواية “رن” وهي بعنوان فرعي آخر “الدفتر السادس من دفاتر التدوين، جائزة النيل للآداب 2015”.
توفى الروائي المصري جمال الغيطاني عن سبعين عامًا في مستشفى الجلاء العسكري في القاهرة في 18 أكتوبر 2015، بعد وعكة صحية دخل بسببها في غيبوبة استمرت 3 شهور.
يحمل اسمه، شارع متفرع من شارع المعز لدين الله الفاطمي في القاهرة، كما أًطلق اسمه على المكتبة العامة في سوهاج، كما تحمل مدرسة في مركز جهينة اسمه، وهي مدرسة "جمال الغيطاني الثانوية بنات".