في مرة كنت أتناول وجبة الغذاء، سمعت في الإذاعة المحلية، إننا في موسم تقلبات جوية وكان المذيع يتحدث عن حالة الطقس اليومية فذكر كلمة العزارة، ولم أفهمها، فسألت جدتي عن معناها.
حكت لي الجدة، إن "العزارة" من الكلمات القديمة من الموروث الثقافي في الماضي، تصف تقلبات الجو مع كلمات أخرى مثل قرة العنز والليالي البيض والليالي السود والحسوم وجمرة الهواء وجمرة الماء.
عرفت أنها تسميات بتواريخ أيام شهر فبراير - فيفري، كل منها له معناه وقصة تعود عليها الأجداد.
قالت جدتي إنها حزينة بدخول مصطلحات جديدة مع التكنولوجيا وغاب عن الشباب معرفتهم بالتراث وميلهم إلى الرقمنة والهواتف والألعاب الإليكترونية.
ولكن المفرح في الأمر أن هناك فئة كبيرة من كبار السن و العمالة بمعهد الرصد الجوي مازالوا يستخدمون المصطلحات القديمة والشعبية في تقديم حالة الطقس كونها تعطي وصفا دقيقا لكل فترة من فترات فصول السنة وتصف الوضع بشكل مميز واستثنائي.
قالت الجدة إن تسميات الطقس يستخدمها الفلاحين والمزارعين في تحديد فترات السنة حسب الأجواء المناخية، لتصف مزاجهم اليومي بين الخوف والتشاؤم والتفاؤل، بشكل إنتاج المحصول.
التسميات الشعبية للطقس لها شروحات مختلفة في البحث عنها على شبكة الإنترنت، فكلمة العزارة مثلا تصف فترة التقلب في الأيام من 3 فيفري - فبراير وحتى 13 من نفس الشهر حسب التقويم الفلاحي، وأصل كلمة العزارة هي " العزري" بالمفهوم العامي أي الأعزب وهي فترة متقلبة بين البرودة وارتفاع درجات الحرارة ويأتي معها بداية إخضرار الأشجار وظهور البراعم.
وأيضا "قرّة العنز" ونعيش فترتها حاليا من 14 حتي 19 فيفري وأصل الكلمة، الڤيرّة، بالفرنسية أي الحرب وهي كلمة كانت متداولة بكثرة في زمن الإستعمار.
أما تعريفها يعني أن هذه الفترة هي بمثابة حرب على فصيلة العنز لأنه حيوان نحيف ويتأثر كثيرا لشدة برودة الطقس ويخسر الفلاحين ومربي الماشية الكثير من الماعز في هذه الفترة بالذات التي وصفوها بحرب مناخية على القطيع.
وبعدها تأتي جمرة الهواء تبدأ من 20 إلى 26 فيفري - فبراير ويتحول فيها الهواء إلى الدفء بعد الجو البارد.