المديح يخيم على مولد السيدة زينب.. والمحبون يحكون ذكرياتهم

تصوير: ملك عرفان - توزيع النذور بمولد السيدة زينب

كتب/ت ملك عرفان - دينا عبد العزيز
2024-02-07 16:00:28

يقطع صوت المديح شارع بورسعيد بأكمله، تتراص خيم الطعام بجانب بعضها، ويلتف المنشدون في الحلقات المخصصة لهم، للاحتفال بمولد السيدة زينب، خلال الليلة الختامية له، على الجانب الآخر توزع بعض النسوة الشربات احتفالًا بميلاد الست.

مساء أمس الثلاثاء، كان ختام المولد، الذي ينعقد سنويًا في محيط مسجد السيدة زينب بالقاهرة.

ينطلق المولد احتفاءً بالسيدة زينب، ابنة الإمام علي بن أبي طالب، وحفيدة الرسول، ومسجدها ومقامها يعد من أشهر مقامات آل البيت في حي السيدة زينب بمحافظة القاهرة، يطلق عليها المحبين "أم العواجز" لأنها كانت تساعد المساكين والعجزة.

قبل المحطة المعتادة لتوقف الميكروباص المتجه إلى السيدة زينب توقف السائق. أخبرنا أنه لن يستطع أن يسير أكثر من ذلك، فالزحام والتكدس الشديد للمقبلين على المولد يجعل اكتظاظ الشوارع عائقًا أمام سير السيارات.

نزلنا عند أبو الريش، والتي تبعد ربع ساعة تقريبًا سيرًا على الأقدام لحين الوصول إلى الميدان، في طرق تتكدس بالزائرين والزائرات ممن جاؤوا في نفس اليوم أو قبلها بأيام، من القاهرة والمحافظات، وتزايدت الأعداد بدءً من منتصف اليوم.

تقول حنان خالد، 30 عامًا، إحدى الزائرات التي تأتي من محافظة المنيا كل عام للاحتفال بالمولد، : «حضرت هذا العام أنا وابنتي الصغيرة وزوجة أخي إلى المولد رغم بعد المسافة، لأننا متعلقون بهذا التراث الديني، فالطقوس لا تفارقني طوال العام حتى أعود مرة أخرى إلى المسجد».

أما يسريه محمد، 50 عامًا، إحدى زائرات المولد، تأتي من منطقة دار السلام كل عام للاحتفال في مسجد السيدة زينب، تقول: «لدي ذكريات مع مسجد السيدة زينب، قضيت عمري بأكمله هنا، أكثر من 28 عامًا وأنا أذهب للمولد واشتري الحمص والحلاوة، لأنني أشعر براحة نفسية هنا».
نفس الأمر قاله رشدي محمد، 51 عامًا، من منطقة الأباجية، الذي يوضح أنه لا يمر عام دون أن يأتي إلى مسجد السيدة زينب للاحتفال، بسبب الروحانيات التي يشعر بها بمجرد الاقتراب من المسجد في تلك الليلة.

وانتشرت في مختلف أرجاء الميدان الخيم، التي كانت تقوم بتوزيع الوجبات، ورغم اشتهار الموالد في الأعوام الماضية بتواجد “اللحوم” فيها، كان أغلب الوجبات التي شهدناها ما بين “خبز وطعمية”، و”محشي” و “أجنحة دجاج”، يشير الحضور إلى أن ارتفاع أسعار اللحوم، وخصوصًا في الأسابيع الأخيرة قد ألقى بظلاله على المولد.

وازدحم الطريق المؤدي إلى المسجد بالمحبين للسيدة، بينما شهدت شوادر حلوى المولد، ارتفاعًا في الأسعار، يرجع عمر يونس، بائع حلوى في محيط مسجد السيدة، ذلك الارتفاع إلى ارتفاع أسعار السكر.
يوضح أن الأسعار تبدأ من 60 إلى 70 جنيهًا للحمص بقشره، أما المقشر يتراوح سعره بين 100 و110 جنيهات، والسوداني والحلوى 80 جنيهًا، وكان لديه جميع الأصناف مثل الحمصية والسمسمية والملبن.
ويؤكد ذلك، أحمد سليمان، 25 عامًا، بائع حلوى، بأن أسعار حلوى المولد مبالغ فيها، ما يدفع الزبائن إلى السؤال عن السعر ثم الرحيل دون شراء شيء، بسبب ارتفاع سعر السكر الذي تصنع منه جميع الحلوى.

ومنذ حلول الليل، بدأت فعاليات أخرى في المولد، ما بين التحطيب وحفلات الانشاد وحلقات الذكر والمديح والتواشيح.

وقد كان حفل الشيخ محمود التهامي، نقيب المنشدين في مصر، لاحياء ختام اليوم أثرًا في زيادة الازدحام مع المساء، خصوصًا مع غيابه في السنوات الأخيرة عن فعاليات المولد.

تصوير: ملك عرفان و دينا عبدالعزيز - مشاهد من الليلة الختامية لمولد السيدة زينب