استنفار الجالية السودانية في المعادي.. محاولات لتوفير السكن والرعاية الصحية و"الأوراق"

تصوير: مريم أشرف - محل في منطقة حدائق المعادي

كتب/ت مريم أشرف
2023-05-03 00:00:00

يكثف عبد الله الجوني عمله بمنطقة حدائق المعادي، خلال الأسابيع الأخيرة، بسبب تطورات الاشتباكات التي تشهدها السودان، منذ منتصف الشهر الماضي، وما ترتب عليه من لجوء آلاف السودانيين إلى الأراضي المصرية.

وصل عبد الله من السودان إلى مصر في 2005 مع أسرته وأصدقائه، كي يبدأوا حياة جديدة في مصر، وفي 2015 أنشأ عبد الله مجموعة " سواء سواء " التي تستهدف دعم السودانيين القادمين إلى مصر.

لتوفير سكن ورعاية صحية لهم في نطاق حدائق المعادي، ثم تحولت المجموعة إلى محل مشهور في شارع حسانين دسوقي لبيع المنتجات السودانية ومقر لدعم مجتمع السودانيين بالمنطقة.

منذ بدء الاشتباكات، بدأ يشتبك عبد الله ومجموعته مع الأحداث، ليباشر أصدقاؤه العمل في بيع وشراء المنتجات، بينما هو من يتولى مسئولية الدعم والتواصل مع الجالية،

فاختار أن يظل رقمه السوداني متواجدا ليكون التواصل أسهل على السودانيين عبر "واتس آب "، ونشر رقمه المصري والسوداني على جروبات الجالية والسودانيين ويباشر مساعداته عبر التليفون.

يتواصل عبد الله مع الأسر القادمة، ويعرف الطلبات الخاصة بهم، ثم يبحث عن طرق لمساعدتهم، بالنسبة للسكن فيتواصل يوميا مع سمسارة حدائق المعادي، والعلاج يتواصل مع الشبكة الطبية المتعقدة مع الجالية، حيث إن تكاليف العلاج عادة تكون مرتفعة على الأسر حسب وصفه، ثم يوفرها لهم بسعر مناسب لتلبية العلاج، وفي حالة طلب المعونة يتواصل مع الجالية، وتتوقف مساعدة عبد الله عند أوراق الإقامة، فيرشدهم إلى طرق الحصول على أوراق الإقامة، ثم أوراق التسجيل بالمدارس.

يتميز عبد الله بأنه يقوم بهذه الإجراءات دون غيره، لأن الأمر يعتمد على سنوات من العيش في مصر، والخبرة في التواصل مع الجالية، وعمل علاقة قوية لسنوات، وعمل علاقات لسنوات طويلة مع سمسارة الحي، والشبكة الطبية، لذلك يوضح عبد الله أن في كل حي به مجتمع سوداني يوجد شخص يقوم بهذه المهمة ويكون أقدمهم.

وفقا له، ازداد الضغط في الأسبوع الأخير، فأصبح عبد الله يتواصل مع أضعاف عدد الأسر التي كان يساعدها في الشهر خلال أسبوع واحد، وأنه لم يلاحظ هذا الضغط منذ جائحة كورونا، التي تميزت بفرار عدد كبير من السودانيين إلى مصر بحثا عن العمل، أما في هذه التطورات هي فرار بحث عن مكان أمان.

يذكر عبد الله أن مالكا لمنزل قرر تأجير شقة بسعر أقل لأسرة سودانية بسبب الحرب، ويقول عبد الله إن هذه هي المواقف التي تساعده يكمل رحلته في دعم السودانيين، لأنه يتأكد أن عددا كبيرا من المصريين سيدعمون هذه الرحلة بمواقف "جدعنه" حقيقة كما اعتاد منهم.

يجلس عبد الله في جانب خاص في محله، بجانب شاحن هاتفه، لأن لا يوجد وقت لشحن هاتفه، وبجانبه عرض ل "توب الحنية السوداني"، ويحكي أنه في أول أيامه بمصر وجد مجتمعا سودانيا يرشده ويساعده، في وقت كان يشعر فيه بعد الاستقرار والخوف، ثم قرر أن يعطي هذا الاستقرار لأشخاص قادمين من حرب وأيام في المعابر بحثا عن أمان فقط، ويتمنى أن يصل أهل السودان إلى مكان أفضل، بعد سنوات طويلة من الفرار واللجوء.