نجلاء رأفت.. رائدة فن العرائس المنسيّة

نجلاء رأفت رائدة فن العرائس في مصر

كتب/ت سما إيهاب
2024-05-30 18:04:18

يُكرّم مهرجان الطبول والفنون التراثية الدولي في دورته الحادية عشر، الفنانة الراحلة نجلاء إبراهيم رأفت، واحدة من أهم رواد العرائس بمصر، وقد بدأ المهرجان يوم 26 مايو الجاري وتستمر الفعاليات حتى 1 يونيو.

وعن اختيار المكرمين بالمهرجان صرّح دكتور انتصار عبد الفتاح، مؤسس المهرجان، لإحدى المواقع الصحفية، بأن الاختيار لم يأتْ من فراغ، ولكن يكون وفقًا للأثر الذي يتركه الفنان ببلده وبالعالم أجمع، وتُعدّ نجلاء رأفت مثال واضح على ذلك، فقد اهتمت طوال حياتها بفن العرائس، وقدمت العديد من العروض الفنية في بلدان العالم؛ منها بلغاريا والمجر ورومانيا والإتحاد السوفيتي.

ثنائي في حب العرائس 

ونجلاء رأفت ممثلة مصرية من مواليد عام 1938، حاصلة على بكالوريوس كلية الفنون الجميلة قسم الديكور، كما حصلت على دبلوم الدرسات العليا بالمعهد العالي للفنون المسرحية عام1981، كذلك حصلت على شهادة لإتمام البعثة الدراسية من رومانيا بمسرح "ستاندريكا" عام 1975.

وكانت الفنانة الراحلة متزوجة من الشاعر سمير عبد الباقي، وأنجبت منه ابنها أشرف سميرعبد الباقي، وهو فنان سينمائي، وابنتها الفنانة التشكيلية فيروز سميرعبد الباقي.

التحقت نجلاء بمسرح العرائس عام 1963م، وصممت مطبوعات المهرجانات لوزارة الشباب في ستينيات القرن الماضي، كما شاركت في المهرجانات الدولية، مما رسّخ مكانتها الكبيرة في فن العرائس، وشكّلت مع زوجها عبد الباقي ثنائًيا فنيًا رائعًا، إذ قام بكتابة بعض المسرحيات والأغاني للأطفال، وكانت تقوم بإخراجها أو تصميم عرائس لهذه المسرحيات.

مثّلت العرائس جُزء هام في حياة الزوجين، درجة أن عبد الباقي قام بتأليف عرض عرائس أسماه "رسالة إلى ماما نجلاء"، خلال دراستها في رومانيا.

مسيرتها المهنية

قامت نجلاء بدور كبير المصممين بمسرح القاهرة للعرائس، ولم تُصبح ذي خبرة من فراغ، فقد كان شغفها بالعرائس كبير، حيث قامت بزيارة مسرح العرائس في كل من بلغاريا ورومانيا والإتحاد السوفيتي السابق و بولندا والمجر وتشيكوسلوفاكيا يوغوسلافيا والنمسا.

ضمّ عالمها العديد من العرائس التي صنعتها بنفسها، لذا نجحت في الحصول على جائزة أحسن مصمم عرائس في مهرجان التلفيزيون، عن مسلسل "عسل عسل"، وجائزة أحسن عرائس في مهرجان سنيما الأطفال عن فيلم "ليمونة المحاياة"، كذلك جائزة أحسن عرائس عن "فيلم شقاوة حمادة"، وجائزة أحسن عرائس عن فيلم "العصفور الكسلان"، فضلًا عن جائزة أحسن عرائس عن فيلم "السندباد الأخضر".

الجوائز

شاركت نجلاء في العديد من المهرجانات الدولية، من بينها مهرجان الحرف العالمية بالنمسا عام 1984، وحصلت على العديد من شهادات التقدير؛ منها شهادة تقدير عن مسرحية "الطيرة".

نظمت أيضًا العديد من الورش الفنية؛ أهمها ورشة تدريبية على تصميم وتنفيذ العرائس بكل من "قصر ثقافة الأنفوشي بالأسكندرية "، بالإضافة إلى العديد من ورش مسرح العرائس للأطفال، وأهمها مسرحية "قيراط حررية ديكور"، "علاء والمصباح ديكور"، "على بابا والأربعين حرامى"، "حكاية سقا ديكور"، كما قامت بورش تدريبية لمسارح متجولة مثل مسرحية "منين أجيب ناس".

بسبب ميولها الفنية لم تنجح نجلاء فحسب كمصممة عرائس، بل قدّمت العديد من الأعمال الفنية؛ منها تصميم الرسومات بمجلة الوطن، ومجلة الإذاعة والتلفزيون ومجلة سمير للأطفال، كما صممت أغلفة خاصة بكتب الأطفال.

ورحلت نجلاء عن عمر ناهز الـ68 عامًا، وربما لم تشتهر بحجم موهبتها، إلا أنها نجحت في ترسيخ اسمها في عالم فن العرائس.