نادر عودة.. فلسطيني ترك الهندسة لتدريس حلاقة الشعر

تصوير: مريم اشرف

كتب/ت مريم أشرف
2022-12-11 00:00:00

بدأ نادر عودة حياته المهنية بدراسة الهندسة في غزة، ولكنه قرر ترك الهندسة ليتفرغ للعمل في صالونات الحلاقة حتى طور من عمله إلى تدريب الشباب على المهنة.

منذ أن كان يدرس الهندسة في الجامعة بقطاع غزة، بسبب اختيار والده لمجال دراسته، إلا أنه كان يحلم بحياة مليئة بالنجاحات في مجال يحبه، فرغم شهرة دراسة الهندسة بكل مجالاتها، إلا أنه كان لا يرى نفسه وطموحه في هذا المجال.

نادر عودة، ٣٩ عامًا؛ ولد لأب فلسطيني وأم مصرية، عاش فترة طفولته وشبابه بقطاع غزة بفلسطين، ومنذ 14 عامًا تحول للعمل في صالونات الحلاقة وتعليمها للشباب، انتقل للعمل في مصر مع شقيقه بعدما تضرر صالونه في غزة أكثر من مرة بسبب القصف الإسرائيلي.

يقول نادر لـ"صوت السلام": "أنا بكره الروتين الخاص بشغل الهندسة، لكني حاولت، فتحت مكتب هندسي مع أخواتي، لي شقيقتان واحدة مهندسة مدني، والثانية مهندسة معماري، وأنا كنت مهندس ديكور، لكن بسبب الحصار الإسرائيلي على غزة الشغل كان ممنوع، ودخول الأسمنت غزة كان ممنوع، والمعمار عطلان، وبالتالي قفلت المكتب".

يتابع نادر: "بعد غلق المكتب عام 2008، تطلعت إلى عمل جديد، واضطرت للعمل في مجال الحلاقة، وقررت فتح محل في غزة، وأحببت الحرفة وتصفيف الشعر، ومع روتين العمل الطبيعي، بدأت في تعليم الراغبين من أصحابي فنون الحلاقة، وأصبح المحل كأول مساحة لتعليم الفن الذي أحبه".

كلما تطور شغف نادر بحلاقة الشعر، كان يزيد تضيق سلطات الاحتلال على عمله يقول: "المكان اتكسر قبل كده من القصف، وكان كل قصف حتي لو بعيد كان بيكسر المكان ويتأذى، والحصار كان مأثر ماديًا على الوضع، الناس معهاش تأكل عشان تحلق".

تزوج نادر وأنجب طفلا كبر وسأل عن صورة خالته المعلقة على جدار المنزل، خالته استشهدت بسبب القصف الإسرائيلي في ٢٠٠٨، بعدها بدأ يخاف من أصوات الطيران.

يقول نادر: "من بعدها أصيب نجلي بنوبات خوف شديد وهلع وتشنجات، وكنت بحس أني عايز أساعده ومش عارف، قررت إني لازم أخرج من فلسطين".

يضيف: "منذ ثلاث سنوات انتقلت لمصر، شجعني شقيقي الذي يقيم هنا منذ أعوام وساعدتني خبرة أخي على الحياة في دار السلام، والتغلب على كل التحديات التي تواجه أي شخص في بلد جديد، وبدء خطوة جديدة بفتح صالونا للحلاقة في دار السلام، وبدأ معه اسم شهرته في مصر، (نادر الفلسطيني) وبدأ يكتسب حب الزبائن للصالون".

ساعدته قدرته على تعليم حلاقة الشعر في بناء علاقات قوية وطلبات متزايدة للتعلم، حتى أن صالونه لم يعد كافيًا، لأعداد المتعلمين ويؤثر على الزبائن، و قرر فتح مركز لتعليم فنون الحلاقة في دار السلام.

مركز نادر قدم خدمة لأهالي دار السلام ويساعد في تعليم الشباب الراغب في العمل منهم شباب في العشرينات من عمرهم، يرغبون في فتح صالون حلاقة شبابي أو في الثلاثينات ويبحثون عن مهنة بجانب عملهم الأساسي كدخل إضافي.

يقول نادر: "مصر هي الأولى في الشرق الأوسط،  في فنون الحلاقة وتصفيف الشعر لذلك أحببت العمل هنا واستقرت عائلتي، وأصبح مركز التدريب مكان إقامتي أكثر من صالون الحلاقة، وبعد انتهاء التدريب، أشعر بسعادة عندما أعرف تطور أي شاب عمل معي وفتح صالونه الخاص، أو شاركني بصور لقصات تظهر تطور مهاراتهم".

تصوير: مريم اشرف -