حلاوة "الست".. بائعات في مولد السيدة زينب: "آن الأوان تدوق يا وله"

تصوير: تسبيح السيد محمود - حلويات مولد السيدة زينب

كتب/ت تسبيح السيد محمود
2025-01-28 17:02:26

"حلاوة زمان عروسة وحصان وآن الأوان تدوق يا وله"، ارتبطت تلك الأغنية الشعبية في أذهان المصريين بالمولد النبوي الشريف، بينما المريدون في مولد السيدة زينب لا سيما في الليلة الختامية، اعتادوا على توزيع الحلوى المرتبطة بمولد "الست".

هذا العام كان لافت للنظر أن النساء هن البائعات للحلوى، أتين من محافظات بعيدة يحملن أنواع متعددة من الحلوى أبرزها الحمص والفول السوداني وعروسة الحلاوة ويفترشن ساحة المسجد.

جاءت البائعات هنا محبة في السيدة زينب، وسعيًا للرزق في نفس الوقت، إذ يحتفل المصريين هذا الأسبوع بمولد السيدة زينب. منهن مباركة حسن، التي تجلب معها أحفادها من محافظة الغربية في كل مولد، منذ عشرين عامًا، للاحتفال به لكن هذا العام قررت أن تبحث عن لقمة عيش من بيع الحلوى.

الحمص والحلاوة بجوار الست

تقول مباركة لـ"صوت السلام": "أنا ببدأ رحلتي مع ولادي وأحفادي قبل المولد بتلات أيام، وبختار مكان أقعد فيه بعد ما أنزل من الميكروباص اللي مليان بضاعتي، الأولاد يقعدوا في المخزن وأنا أنام جنب بضاعتي في الشارع بعد ما أخلص البيع وعلى الحال دا طول أيام المولد".

ارتفاع الأسعار أثر على مباركة ومحاولتها لكسب الرزق: "زمان كان كيلو الحمص بيمشي بين 10 و12 جنيه، لكن السنة دي وصل لـ50 و60 جنيه، كمان الفول السوداني غلي، بقى بـ80 جنيه للكيلو".

على الرغم من هذه التحديات، فإن حفيدتها جودي، التي تبلغ من العمر 12 عامًا، تبقى جوارها طوال اليوم، تساعدها في ترتيب البضائع وتنظيف الفول من الأتربة. 

تدندن مباركة: "آن الأوان تدوق يا وله.. تعالى لعمك ودوق الحلاوة" لجذب الزبائن نحو حلوى مولد السيدة زينب التي تبيعها: "كل الموالد ليها حلويات زي مولد السيد القناوي في محافظة قنا بالصعيد".

بينما مروة أحمد، 21 عامًا، بائعة أخرى، تأتي من محافظة طنطا مخصوص لبيع الحلوى في مولد السيدة زينب: "أنا باجي قبل المولد بيومين عشان أحضر الحلويات، وأبيعها طول أيام الأسبوع بس الناس بتشتري أكتر في الليلة الختامية".

تضيف لـ"صوت السلام": "أكتر حاجة متعبة في بيع الحلويات فصال الناس لأن اللي بيشتريها الغلابة، عايزين يحلو لسان العيال، ورغم كدة أنا بقعد جنب أم الهاشم طول الأسبوع مبرجعش لبيتي في طنطا إلا لما المولد يخلص".

رحلة بائعات الحلوى

تجلس جانبها أم أحمد، بائعة أخرى للحلوى في المولد، لكنها مخضرمة، تقول: "ببيع 5 كيلو حمص مقسمين على أربعة أرباع، حاجة عمري ما عملتها في حياتي من 20 سنة وأنا ببيع في المولد، لكن السنة دي عملت كدة عشان الناس تأخد أكتر وتوزع على الحبايب".

تضيف: "الكميات كانت بين 5 لـ10 كيلو من الحمص، لكن دلوقتي بقت صعبة أوي أبيع كميات زي دي مع غلاء السعر اللي وصل لـ60 جنيه للكيلو، وبقى قليل اللي ياخدوا مني حلوى المولد، وبقى الحمص اللي في أكياس صغيرة هو اللي منتشر في البيع، وأسعاره  من 10 لـ35 جنيه".

بينما تأتي فوزية عبده، برفقة عدد من البائعات الأخريات من طنطا إلى المولد كل عام لبيع الحلوى، يستأجرن سيارة ميكروباص يتشاركن الجلوس فيها، ويفترشن الأرض سويًا كي يتقاسمن الرزق.

تقول: "كلنا على باب الله وبنسعى للرزق، لكن سعر الحمص وصل لـ90 جنيه أوقات الناس تشتري وأوقات إحنا نوزع عليهم، خصوصي في مولد الست زينب حبيبتنا".

وقبل المولد بخمسة أيام جاءت أم هدير من طنطا، كي تحجز لها مكان أمام ساحة مسجد السيدة زينب، وتضع بضاعتها من الحمص والحلاوة والفول والملبن: "أكتر حاجة بيحبها العيال هو الحمص والفول لأنهم مرتبطين دايمًا بالموالد".

"مليش دعوة يامه هاتيلي الحلاوة.. يوه يا واد بطل دناوة".. تظل حلاوة المولد ليست مجرد سكر وألوان، ولكنها جزء من تقاليد قديمة تحمل قصصًا عن حب واحتفال المصريين بمولد السيدة زينب.