حاول طلاب مصريون من جامعات حكومية وخاصة، تنظيم وقفة تضامنية، أمس الثلاثاء، مع الشعب اللبناني، أمام سفارته بحي الزمالك، لكنهم قوبلوا بتضييقات أمنية شديدة حجّمت من قدرتهم على التظاهر ومن انضمام آخرين لهم، حسبما قال المنظمون لـ"ًصوت السلام".
واجتمع 20 شابًا وفتاة للتضامن مع الشعب اللبناني ضد اعتداء الاحتلال الإسرائيلي على الجنوب اللبناني، وبحسب قول أحد المشاركين في الوقفة التضامنية، فقد جاءت الوقفة "بعد ضربات إسرائيل يوم الإثنين (أول من أمس) واستشهاد 500 شخص في يوم واحد، مقدرناش نفضل ساكتين، وحاولنا نقدم رسالة تضامن ودعم للشعب اللبناني".
ويرزح الجنوب اللبناني، منذ الإثنين قبل الماضي، تحت قصف مستمر من قوات الاحتلال الإسرائيلي الذي يقود ما يشبه الحرب ضد حزب الله، أسفرت حتى الآن عن سقوط 638 شهيدًا وإصابة 4467 آخرين بين صفوف المدنيين.
وأشار الشاب المشارك في التظاهرة، وتتحفظ "صوت السلام" على ذكر اسمه لضمان أمانه الشخصي، إلى أنهم خضعوا للتفتيش الأمني منذ خروجهم من محطة مترو صفاء حجازي التي شهدت حضورًا أمنيا مكثفًا، كما طالبتهم قوات الأمن بإبراز بطاقات هويتهم.
وتشن قوات الاحتلال الإسرائيلي، ضربات جوية على الجنوب اللبناني ضد الحزب المتمركز في جنوب لبنان بسبب دعمه لأهل غزة في حربهم ضد الاحتلال.
ويوضح الطالب المصري، الذي شارك في الوقفة حتى نهايتها، أنهم شاهدوا حضورًا أمنيًا أشد كثافة في شارع المنصور محمد، المتفرع من شارع أبو الفدا، الذي تقع فيه سفارة بيروت، لكنهم نجحوا في التجمع بنهايته، وبدأوا في ترديد هتافات تندد بالهجمات وبالصمت العربي تجاهها، وتؤيد حزب الله، منها: "يا حكومات عربية جبانة"، و"يا نصر الله يا حبيب اضرب دمر تل ابيب"، و"قولوا لرفاقنا في لبنان.. مصر لسه حية كمان". وذلك قبل أن ينضم إليهم نحو 6 أشخاص من المارين في الشارع.
كما أحرق الطلاب علم دولة الاحتلال، فيما رددوا "احرق في العلم الصهيوني.. دول قتلوني .. دول دبحوني"، حيث اتفق المتظاهرون جميعًا على أن ما يحدث ضد لبنان الآن، يشبه ما بدأ منذ عام ضد غزة، إذ أكد طالب آخر من المتظاهرين أن لديهم شعورًا بأنه "منذ بداية عملية الاجتياح البري، ونفس اللي حصل في غزة من سنة بيتكرر".
وحسب الطلاب المشاركين في الوقفة، فإن قوات الأمن بدأت في تطويقهم، بعد مرور نحو نصف ساعة من بدايتها، ما دفعهم للتحرك بعيدًا عن السفارة، حتى قرروا إنهائها حرصًا على أمانهم الشخصي في ظل زيادة أعداد القوات الأمنية المتمركزة أمام السفارة وحولها.
ومنذ اندلاع الحرب الإسرائيلية على القطاع عقب العملية التي شنها مقاتلو حماس ضد جنود الاحتلال تحت اسم "طوفان الأقصى" في 7 أكتوبر الماضي، ويجري حراك طلابي مستمر لرفض قصف الاحتلال للقطاع، جاء بعضه داخل الحرم الجامعي في عدد من الجامعات المصرية الخاصة والحكومية، فيما خرج البعض الآخر إلى الشارع، لكنه لم يسلم من الملاحقات الأمنية.