لم تعد رائحة المخبوزات تفوح ببيوت أغلب المصريين، إذ تقول مي محمد، "أصنعها في المواسم فقط"، حال مي ليس فريدًا، بل إنه حال كثيرين، أكد عليه التقرير الصادر من الجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء الذي رصد نسبة زياد أسعار السلع والخدمات، من يوليو 2023 إلى يوليو 2024، ومن بينها أسعار مُسلتزمات الحلويات.
رصد التقرير زيادة أسعار الألبان والبيض والجبن التي وصلت 35.8%، كذلك بلغت نسبة زيادة الزيوت والدهون إلى 16.7%، ومجموعة السكر والأغذية السكرية تخطت الـ22%.
تقول مي إن خبز صينية الكيك بالمنزل تُكلفها حاليًا نحو 150 جنيهًا، وتضيف "كنت بعملها مرة في الأسبوع، دلوقتي في المواسم فقط". كان سعر البيضة الواحدة العام الماضي 3 جنيها، ووصلت الآن إلى 5.5 جنيهًا، أما السمن فكان سعر الكيلو 60 جنيهًا، وبلغ الآن 100 جنيهًا.
تشابهت حالة مي مع وضع شيماء علي، فقد كانت تصنع الكيك بكميات كبيرة "كنت بعمل 3 صواني في الأسبوع، وأعطي لأمي وحماتي والجيران"، أما الآن فلم تعد باستطاعتها سوى خبزها لأسرتها من وقت لآخر.
وداعًا للـ"كيك والباتيه"
مي محمود أيضًا تعاني من المشكلة نفسها. كانت ربة المنزل تصنع مخبوزات عديدة منها "الكيك والباتيه"، بالإضافة إلى "الفطير المشلتت"، وتحكي قائلة "دي كانت هوايتي المفضلة عمل المخبوزات والجميع بيشهد بشطارتي"، فكانت يوميًا تسعد برؤية الدقيق وشم رائحة المخبوزات المنتشرة في منزلها "لكن بسبب غلاء سعر الزبدة والدقيق والبيض لغيت كل الحاجات دي".
اختلفت طقوس وجبة الإفطار لدى السيدة، إذ تقول "كان الفطار الأساسي الكيك البيتي أو قطعة فطير مع كوب الشاي"، وتستنكر مي قائلة "كيف أصنع ذلك وكيلو الزبدة الآن بـ250 جنيه؟!”.
أما نسمة محمود، الأم صاحبة الخمسة أبناء الذين يحبون الكيك الذي تصنعه، تؤكد أنها حريصة على صنع الكيك رغم ارتفاع السعر "ولادي بيحبوه وبيطلبوه مني دايمًا، وهو أنضف وأوفر من اللي بنشتريه من برة".
وتستنكر صفاء عبد الرحمن ارتفاع الأسعار المستمر التي تقول "الأمر غاية في الصعوبة خاصة عندما يطالبني أطفالي بعمل كيك"، كانت صفاء تقوم بعمل الكثير من المخبوزات مثل الفطير المشلتتك والكيك بالشيكولاتة والبرتقال والسادة، وجميع أنواع الكيك، وتستطرد قائلة "كنت أصنع 5 صواني كيك، أترك اثنان لأطفالي وأوزع الباقي على جيراني، أنا نشأت وتعودت على ذلك، وكانت أغلب المكونات موجودة في البيت، دلوقتي أنا بحسب هكمل يومي ازاي من الأكل فقط، والحلويات بقت رفاهيات".