ينتظر الباعة وأصحاب مصانع الحلوى والأسر في مصر ذكرى المولد النبوي الشريف لبيع وشراء الحلوى، لكن هذا العام مر اليوم عاديًا، وساد الركود سوق بيع حلوى المولد، بسبب ارتفاع الأسعار، ومحاولات الأسر تدبير نفقات دخول المدارس في 30 سبتمبر الجاري.
وبحسب رصد "صوت السلام" فقد وصل سعر علبة حلوى المولد إلى 250 جنيه.
ويعمل علي ـ اسم مستعار ـ في صناعة حلوى المولد النبوي منذ عام 1975، ورث الرجل الذي وصل إلى سن الخامسة والستين المهنة عن والده، وهي عمله الأساسي، يقول: “يوم المولد مختلف وهو فرصة لجمع رزق العام كله.. لكنني لم أتوقع انخفاض المبيعات لهذه الدرجة!”، تبدو الدهشة على وجهه.
يضيف: “الأسعار زادت ثلاثة أضعاف العام الماضي بسبب جشع التجار، ولذا قلت حركة البيع بنسبة كبيرة ولا أعرف من سيعوضني عن الخسارة.. هذا مصدر رزقي الأساسي ولا عمل آخر لي.. بعت بنسبة 5 % فقط من البضاعة، رغم عدم شرائي خامات كثيرة هذا العام".
وأوضح: “هذا العام اشتريت فقط 25 كيلو فول سوداني، كل عام كنت أشتري 500 كيلو، خسرت هذا العام 8 أشولة سكر".
وعن الأسعار قال: “سعر كيلو الفولية والسمسمية الآن 150 جنيه والعام الماضي 50 جنيه، الملبن السادة 80 جنيه بزيادة 50 جنيه عن العام الماضي، وحتى علبة حلوى المولد أصبحت بـ250 جنيه، وهناك سيدة كانت تشتري مني كل عام فوجئت بالسعر وتركتها ورفضت الشراء".
وقرر علي غلق مصنعه، وقال: “لن أعمل في صناعة حلوى المولد بعد ذلك"، مفسرًا ذلك بأن الحلوى صارت رفاهيات للمواطن، إذ أن هناك أولويات أخرى لهم.
وتساءل: “كيف يمكنني انتظار المواطن لشراء الحلوى، في حين أن أصحاب محلات بيع مستلزمات المدارس وهي أمر أساسي لكل أسرة انخفضت مبيعاتهم، على الرغم من اقتراب موعد بداية العام الدراسي خلال أيام".
وقال مواطنون بدار السلام إنهم فضلوا شراء الاحتياجات الأساسية للمدارس على شراء حلوى المولد، ومنهم إيمان هاشم، 43 عامًا، والتي وفرت مصروفات شراء حلوى المولد لصالح الخضراوات واللحوم وهي أيضًا مرتفعة الثمن.
وتعمل هاشم، خياطة في دكانها الخاص للملابس، واقترحت على أبنائها شراء قطع حلوى بالواحدة إذا اشتاقت نفوسهم لها.
ويعمل أحمد فخري، 25 عامًا، في محل ملابس بأجر 2500 جنيه، ويفكر في كيفية تدبير ثمن عروسة المولد لخطيبته، يقول: “من الضروري شرائها لأن هذه أول سنة خطوبة، وعلبة المولد والعروسة يكلفاني 500 جنيه، وفي منزل الأسرة لم نشتر الحلوى فهي رفاهية لا أكثر".
وعبرت داليا محمد، ربة منزل، عن حزنها لعدم قدرتها على شراء حلوى المولد، تقول: “انتهى وجودها في حياتنا.. مش عارفين نجيب الأساسيات علشان نشتري حلاوة المولد.. قررنا مقاطعتها من العام الماضي لارتفاع سعرها".