في دار السلام، تُعد زينة رمضان طقسًا معتادًا ليس فقط في الشوارع وإنما في مداخل العمارات والبيوت وعلى واجهات المنافذ أيضًا، فلابد وأن تجد مظهرًا يدل على استقبال الشهر الكريم في أي شارع من شوارع دار السلام سواء كان فانوس أو زينة معلّقة مختلفة الأشكال والألوان.
في السنوات الأخيرة، هدد ارتفاع الأسعار احتفاظ الأسر بهذه الطقوس الاحتفالية مما جعلهم يلجأون إلى حلول تناسب مصروفاتهم الأساسية، ومن هذه الحلول حجز وتقسيط زينة رمضان التي يقدمها تامر سامي، ترزي وصاحب محل زينة ومفروشات، لزبائنه كحل اقتصادي يضمن لهم الاستمتاع ببهجة رمضان دون وجود ضغوط مالية عليهم خاصة بالنسبة للأسر التي تسعى لتوفير المصروفات الدراسية لأبنائهم.
في محل تامر، بدأت الاستعدادات لشهر رمضان بالتزامن مع انتهاء شهر يناير الماضي، فيختار الزبون الزينة التى يحتاجها أولًا ثم يحجزها ليسجلها تامر في المخزن باسم الزبون الذي يسدد ثمن الزينة في فترة تتراوح بين أسبوعين إلى ثلاث.
"زينة رمضان اتنوعت السنة دي بين مفروشات للصالون وزينة للحوائط وأدوات للمطبخ وإضاءة، فالزينة خرجت من إطار الفوانيس خلاص فكان لازم أساعد الناس تتبسط وتفرح برمضان من خلال طريقة الحجز علشان يقدروا يدفعوا تمنها" هكذا قال تامر لـ"صوت السلام"، مشيرًا إلى أنه لا يحصل على نسبة أو أي مقابل لتقسيط الزينة أو حجزها.
بدأ تامر رحلته في العتبة لشراء زينة رمضان بسعر مناسب في منتصف شهر يناير الماضي، حيث ارتفع سعر "توب" القماش الخاص بالمفروشات من 200 جنيهًا العام الماضي إلى 600 جنيهًا هذا العام، وهذه أقل أسعار للأقمشة في السوق حيث توجد أنواع أكثر جودة، لكن اختار تامر توبًا يستطيع سكان الحي شراؤه حتى يوازن بين مكسبه من جهة وبين إرضاء الزبائن من جهة أخرى.
بعد انتهاء تامر من رحلة الشراء، بدأ فى عرض الزينة في متجره ليجعل منه مكانًا للبهجة واستعادة روح رمضان بالنسبة للزبائن، فيقول: "الزباين بيقولولي احنا بنحس بروح رمضان في الشارع اللي فيه محل عم تامر"، وذلك لأنه يستخدم الإضاءة والأغاني لإحياء روح رمضان، فيتابع: "بالرغم من إنه فات أكتر من شهر على عرض الشغل ولسه السوق مش شغال لكن أنا مبسوط لأني بحاول أبسط الناس في ظل زحمة الحياة وضغط الشغل والدراسة اللي خلاهم ينسوا إن رمضان فاضل عليه أقل من شهر".
تبدأ سعر المنتجات عند تامر من 7 جنيهات وتتدرج لتصل إلى 150 جنيهًا، فسعر أدوات المطبخ والألعاب والفوانيس الصغيرة يتراوح سعرها بين 7 إلى 30 جنيهًا، بينما تبدأ أسعار المفروشات من 30 جنيهًا وتصل حتى 150 جنيهًا وهو ثمن طقم مفروشات صالون كامل أو مفرش طاولة سفرة كبير.
اشتركت رنا عيد، أم وربة منزل، في نظام حجز الزينة منذ ثلاث سنوات، فهي ترى أن هذا النظام مناسبًا أكثر لاحتياجاتها المادية التي تتطلب توفير مصاريف مدارس أبنائها بالتزامن مع توفير متطلبات المنزل خلال شهر رمضان وهي من أقدم زبائن تامر، ولذلك كان يقتصر حجزالزينة عليها وحفنة قليلة من السكان إلى أن قرر تامر تفعيل الخدمة للجميع.
لاحظت رنا أن عدد الزبائن التي أقبلت على حجز الزينة زاد عن العام الماضي، وهي تظن أن الأسر التي تلجأ إلى حجز الزينة هم من لديهم أطفال فى المدارس، فهم من يبحثوا دائمًا عن حلول مناسبة لتوفير جميع احتياجاتهم بالتزامن مع توفير المصروفات الدراسية لأبنائهم.