"فرنساوي" ولا "ألماني"؟..  الطموح مقابل الاختيار

تصميم - محمد صلاح

كتب/ت ندي حنيجل
2023-08-23 00:00:00

بدأت الآن المرحلة الدراسية في الصف الثانوي العام، ومعها ظهرت الحيرة بين الطلاب في اختيار اللغة الأجنبية الثانية، هل نختار اللغة الفرنسية أم اللغة الألمانية؟

اعتاد الطلاب اختيار اللغة الفرنسية والتي يصنفها الكثيرون بأنها الأسهل في النطق والامتحانات والدراسة، أما اللغة الألمانية فلا تأتي ضمن ترشيحات الطلاب لصعوبة امتحاناتها.

كطالبة لم أكترث للأمر، اجتزت المرحلة الإعدادية بمجموع مرتفع، تقدمت للالتحاق بإحدى مدارس الثانوي العام، هنا بدأت الحيرة في الاختيار بين اللغتين. 

تناقشت مع زملائي فرأيت أغلبهم قرروا اختيار اللغة الفرنسية، وفقًا لطلب أولياء أمورهم لأنها لغة سهلة.

كنت بين القليل الذي رجح اللغة الألمانية؛ لأنها لغة أكثر تميزًا من الفرنسية وستنفعني في سنوات الدراسة الجامعية والعمل، والقليل من الطلاب يحرصون على تعلمها.

وحين رأيت الكثير فضل الفرنسية، إزداد تعلقي باختياري وإصراري عليه "اللغة الألمانية".

انتقدني الكثيرون، قالوا هذه المادة أصعب، امتحاناتها أيضًا كذلك بعكس اللغة الفرنسية، لن تجدين الكثير من زملائك وأصدقائك في اللجان يؤدون اختبار هذه المادة.

واجهت صعوبة في اختيار مدرس لمادة اللغة الألمانية؛ لانتشار مدرسي الفرنسية بشكل أكبر،  حين تابعت آراء أسرتي والأصدقاء، وجدت الجميع يشجعني على اختيار اللغة الفرنسية المادة الأسهل.

لم أتوقع يومًا أن أقع في هذه الحيرة، كان قراري منتهي طوال دراستي في المرحلة الإعدادية، الألمانية طبعًا، آراء اختيار اللغة الفرنسية زاد من مخاوفي، فمن الممكن أن تكون مادة أصعب ولا استطيع دراستها، وحتى لو كانت مادة سهلة بالنسبة لي فماذا لو جاء امتحانها صعب كما يقول الجميع.

أشعر الآن أن جميع الآراء توجهني نحو الفرنسية، كل هذا قتل طموحي الذي اعتدته من قبل.

أنا الآن على المكتب أملأ استمارة التقدم إلى المرحلة الثانوية، أحدد بالقلم علامة صح أمام اختيار اللغة الفرنسية، استجبت للآراء ولمخاوفي.. تركت حلمي واختياري للغة الألمانية وودعته.