التوقيت الصيفي.. معاناتي التي لا تنتهي لضبط المواعيد

تصوير: صورة تعبيرية

كتب/ت ندي حنيجل
2023-06-02 00:00:00

منذ إعلان مجلس الوزراء المصري نهاية أبريل الماضي عودة العمل بالتوقيت الصيفي بعد توقف سبعة أعوام عن العمل به، وأنا تقريبًا في دوامة مع الوقت لا أعلم كيف أحلها حتى الآن.

سبعة أعوام لم أمر وغيري تقريبًا من أبناء جيلي بتجربة التوقيت الصيفي، لم اختبر تجربة قضاء نهار طويل وليل قصير، لا استطاع جسمي التوافق بسرعة مع هذه التغيرات، ولا استطعت ضبط توقيتي عليه. 

في أثناء شهر رمضان حدثتني نفسي أن انتظر قدوم الصيف، لضبط مواعيد النوم للامتحانات والدراسة، وهي الخطة التي "باظت" تمامًا عقب تعديل التوقيت، الاستيقاظ كان الساعة 12 ظهرًا للصلاة، ثم النزول للمهام اليومية، الصلاة أصبحت في الواحدة، والمهام تم ترحيلها. 

من الصعب الالتزام الآن بتوقيت الصلاة للاعتياد على التوقيت السابق، وساعات النهار أطول، كانت الساعة 8 مساءً موعد ظهور النجوم في السماء، صار موعدًا لغروب الشمس، ليل قصير.. وأنا غير قادرة على أداء مهامي بالليل والذي يبدأ في التاسعة مساءً بدلًا من السابعة.

كل هذا غير مواعيد صلاة الفجر والظهر ومواعيد النوم، كما عدل المدرسون المواعيد حتى لا تأتي مع موعد الصلاة.

الآن استيقظ الساعة 12 ظهرًا بدلًا من 11 لمذاكرة دروسي، انهيها وأعود للراحة أجد الشمس لم تغرب بعد، ما يضطرني للنوم إلى التاسعة مساءً ثم الاستيقاظ لصلاة العشاء، ثم المذاكرة حتى منتصف الليل.  

اختلف نشاطي في إجازة نهاية العام عن الإجازة في التوقيت الشتوي، والذي كانت معظم الفُسح فيه ليلًا والسهر إلى شروق الشمس وقضاء معظم النهار نائمة، اختلف الوضع الآن النهار أطول كثيرًا وأكثر مللًا والليل يمر سريعًا.

أشعر أن ساعات النوم أقل وأشعر بالضجر والضيق في أثناء النهار لزيادة طوله وقله المهام، وكعادتي كشخص ليلي أركز المهام ليلًا فلا استطيع الانتهاء منها كلها، ويتكرر الروتين يومًا بعد يوم، حتى اعتاد على التوقيت الصيفي وأداء المهام في النهار، لكن هذا الاعتياد لن يدوم طويلًا لتغير المواعيد مرة أخرى في شهر أكتوبر، لتتكرر المعاناة مرة أخرى لضبط الوقت. 

هذا التوقيت الصيفي الذي نحن عليه الآن، اخترعه الأمريكي "بنجامين فرانكلين" وهو أول من طرح فكرة التوقيت الصيفي في عام 1784، وفي بداية القرن العشرين طرحَهَا من جديدٍ البريطاني "وليام ويلت"، ولكن تحقَّقت فكرة التوقيت الصيفي لأول مرة في أثناء الحرب العالمية الأولى، وكانت ألمانيا أول من أعلنت التوقيت الصيفي، ومن ثم بريطانيا.