"مين قال لازم أبقي تابع لك!"

مسلسل "مين قال"

كتب/ت سلمي الهواري
2022-05-03 00:00:00

"مين قال لازم أبقي تابع ليك، مين قال لازم الطريقة دي!"

جملة علقت في أذني عند سماعي لتتر المسلسل للمرة الأولى، توقعت أحداث المسلسل منذ المشاهد الأولى لكن لم تكن توقعاتي مثالية.

لخصت حكاية الحلقة الأولى مرحلة ما بعد الثانوية العامة، وإجبار بعض الأهالي أولادهم على كليات يسمونها بـ"كليات القمة"، ومعاناة أبنائهم  مع نوبات نفسية؛ لذلك فكان التوقع للأحداث والحلقات التالية سهل.

ولكن رأيت ما لم أتوقعه، رأيت حياة كل مراهق تتجسد في ٦أبطال المسلسل الستة.

توالت الأحداث بهدوء وتنافست قصص المسلسل أيهم أكثر واقعية، ٦ أشخاص  تعلقت أكثر بأربعة منهم.

"شريف" الشاب الذي لديه موهبة في التجارة، يعشقها و يبدع فيها، لكن رفض أبيه دخوله للكلية، وقلل من كل مواهبه، أجبره على كلية اختارها الأب.

"فريدة" بنت مراهقة، توفيت والدتها، ووالدها قرر يكون حياة أسرة بعيدًا عنها، ليتركها تعاني من حساسية في المشاعر مُفرطة، وتهتز نفسيًا بسبب أي شئ.

تتداخل مشاعر الفتاة وتريد الدخول في أي علاقة خوفًا من الوحدة، أو مثلما يقولون "تعوض مشاعر فقدتها".

"أكرم" الشاب المتفوق دراسيًا، المنطوي اجتماعيًا، يخاف من التعامل مع الغرباء، لا يجيد التواصل الاجتماعي و يخاف من كشف مشكلاته أمام أي شخص.

"صلاح" الذي يتعاطى الحشيش والمخدرات، والمُعنف من أبيه دائمًا بسبب مستواه الدراسي، أتذكر جملة يكررها الأب كثيرًا "بضربك عشان تفوق وخايف على مصلحتك".

يناقش المسلسل قضية الآباء المسيطرين والأبناء ومشاكل الشباب والجيل الجديد، وسلط الضوء على كل شعور يخوضه المراهق تجاه تعامل أهله معه، سواء إن كان يتعامل معه أهله علي أنه طفل صغير لا يملك لنفسه حتى حق الإختيار، وشعور المراهق بإختصار بسيط "مش متشاف ولا حد من أهله بيحس بيه".

بحثت عن عمل  درامي أو سينمائي مثل "مين قال" لأجد فكرة تشبه منذ أعوام و كان فيلم -امبراطورية ميم-.

المسلسل لمسني إنسانيًا لمس الشابة المراهقة  بداخلي التي عانت سنين من التقليل من مواهبها، رأيت دموعي فكل مشهد رُدد -اللي بتعمله ده كلام فاضي إنما أنا أقرر لك مستقبلك-  كأني أسمعها مرة أخرى.

بكيت وأنا أرى مشاعري في شخصيات غيري، بكيت وأنا أنتظر أن ألقى نهاية سعيدة بالتقدير لذاتي كما وجدها "شريف".