"المركب بتغرق، المركب بتغرق، صوروا بسرعة"، جملة غالبًا ماكانت تتردد على الأقل في أذهان الحاضرين خلال غرق الباخرة المائلة "Sista"في المنصورة، فهي الوحيدة التي تترجم مشهد ارتفاع الهواتف الذكية لتصوير الواقعة بشكل هستيري متكرر في كثير من الحوادث.
تُبرز الأزمات بعض طباع الشعب المصري، والذي يعتبر من أهم صفاته "اللمَّة"، ولكن هل سألت نفسك من قبل، ماذا ستفعل إذا وجدت أي مشكلة، أو أزمة، أو كارثة في الشوارع المصرية؟
إجابات من المؤكد اختلافها، لكنها تتشابه جميعًا في فكرة "اللمة" حول الأزمة، أو المشكلة، أو الخناقة، أو الكارثة.
نتفق جميعًا على أننا نعشق الفضول، والمشاهدة الحصرية لكل واقعة، لا أعلم إذا كان ذلك دافعه الفضول فقط، أم المتعة، لكننا نتلذذ بها كمصريين.
تجد في بعض الكوارث التي حدثت مؤخرًا هجومًا من البشر أمام مسرح الحدث، حتى إن كان لا يعنيهم، بعضهم يقف خلف كاميرات الهواتف، والبعض الآخر يقف ليتفرج، لا أحد يكترث هل وجوده يسبب أزمة حقيقية فوق التي تحدث، كتأخر وصول الإسعاف، والشرطة، أو تعطيل الطرق، أو زيادة عدد الضحايا، لكن يرى الجميع أن وجوده لا يشكل أي أذى.
المتفرجون شئ أساسي؛ فكل واقعة صغيرة كانت أو كبيرة ، لابد أن يتدخل الجميع ويري كل اللقطات بتقنية الـ 3D، وبصحبة الهواتف المحمولة والكاميرات، وخاصية البث المباشر على فيسبوك، أو انستجرام، ليثبت حضوره في الحدث الأهم، والأزمة العسيرة.
الشعب المصري يتميز في كل شيء ويحب المشاركة، ويفضل توثيق الأحداث في مخيلته، ومشاركة الجميع بتجربته في حضور الأزمات، والأكيد أنه يعشق إشعال حماسة الأحداث ببعض الإضافات التي تجعل الخبر مشتغلًا للغاية، ومثيرًا للفضول.
فهذا هو نحن، وهذا هو لهيب مشاركة المصريين.
تصوير: أرشيفية - غرق الباخرة المائلة "Sista"في المنصورة
كتب/ت سلمي الهواري
2021-10-08 00:00:00
عن وداع المرة الأولى
منذ 10 أشهر
عام "السُكات"
منذ سنة
من العناية المركزة إلى السباحة
منذ أسبوعين
"أنا وأنت ظلمنا المزيكا"
منذ شهر
عن وداع المرة الأولى
منذ 10 أشهر
لم يحالفنا الحظ للمرة 10
منذ سنة