- عايز اجيب هدية لمراتي في عيد الحب..
- هاتلها ورد و ريّح دماغك
- ورد إيه، انا لسه هفضل الف و ادور على محلات ورد!
يتكرر هذا الحديث كل عام في هذا الوقت، وكأن الورد له موعد أو موسم مُعين، أسمع تساؤلات عن هدايا مناسبة لعيد الحب “Valentine’s day”، الذي يحتفل به العالم في الرابع عشر من فبراير من كل عام.
تكون الإجابات الواضحة "هات ورد أرخص" أو "ورد عشان تريح دماغك"، وتناسي الجميع أن الورد البلدي اشتهر بزراعته في مصر.
يمكنك عدد محلات بيع الزهور في مدينتك من قلتها، تمر بشوارع المدينة ولا تلحظ محل لبيع الورود ولا حتى ترى شخصًا في طريقك يُمسك بباقة ورد لكن في يوم عيد الحب، أو في أي يوم يخص المرأة كعيد الأم، أيضا تمتلئ الشوارع بالمحلات الخاصة بالزهور، و حتى محلات الهدايا تبدأ في عرضها، وتباع في إشارات المرور وعلى الأرصفة.لنذهب بعيدا عن مصر قليلا لأصف لك ما أراه في أوروبا وبالأخص روسيا، حيث أدرس هناك الآن، حين سافرت و بدأت أتجول في المدينة رأيت محلات الزهور في كل مكان، كنت أنظر في صمت واستغراب وأبدأ العدد "ادي محل، اتنين، تلاتة، اربعة، عشرة!".
بدأت تدور في ذهني الكثير من التساؤلات والكلمات.. ١٠ محلات ورد، في شارعين!
أدركت أن ثقافة شراء الزهور غائبة عنا كمصريين، لهذا لماذا يفكر شخص في فتح محل لبيع الزهور وهو يعلم أنها لن تُشتري إلا في المناسبات فقط و"على مضض" من الرجال، وبالتأكيد سيسمع عبارات مثيرة للشفقة منهم.
أتذكر مشهد من فيلم "أحلى الأوقات" وهو أحد الأفلام المفضلة لي للممثلة هند صبري" إيه اللي جرالك يا يسريا، حصلك إيه، أنتِ عايز أيه، انطقي قولي عايزه أيه؟
- عايزة ورد يا إبراهيم، ومتقولش بوكية الورد بـ٢٠ جنيه وكيلو الكباب احسن منه، وإنك شايف الكباب رومانسي أكتر من الورد".
أتذكر هذا المشهد الذي يوضح شخصية معظم الرجال المصريين المرتبط لديهم أهمية الطعام عن الورود لتعبيرهم عن الحب.
الورد مُجرد شئ تافه بالنسبة للرجال، وإذا رأيت رجلًا يشتري الورد و سألته لمَ الورد تحديدًا سيجيبك بمنتهى الجدية "الستات بتحب الكلام الفاضي ده" لماذا الطعام؟ لماذا الكباب؟ لمَ لا تعطيني وردة يا ابراهيم؟!