وسط رواج الحديث عن نمو الطحالب الخضراء على شاطئ بورسعيد، وتخوفات أثارها البعض في تعليقاتهم على مواقع التواصل الاجتماع حول سُميتها؛ أنهت محمية أشتوم الجميل تقريرها الفني الذي أعدته على مدار الأسبوع الماضي حول انتشار الطحالب وصحة الادعاءات حولها.
وجاء في التقرير -الذي حصلت "البورسعيدية" على نسخة منه - أن الطحالب التي أطلق عليها البعض أنها “الريم الأخضر"، من نوع "الطحالب الخضراء المزرقة" غير السامة، مشيرًا إلى أن هناك أنواع سامة منها ولكنها ليست تلك التي ظهرت على شاطئ بورسعيد.
وأوضح التقرير أن الطحالب كائنات موجودة فى بداية السلسلة الغذائية، وتسمى أيضًا "الهائمات النباتية"، ويعيش عليها "الهائمات الحيوانية" وهما العناصر الغذائية الأساسية للاسماك، وأن جود المغذيات من النتروجين و الفسفور في البحر الفترة الماضية هي التي أدت إلى نمو الطحالب بالشكل الكبير.
واعتمد مسؤولي المحمية في إعداد تقريرهم -الذي استغرق إعداده الفترة بين 9 إلى 14 سبتمبر الجاري- أخذ عينات من الطحالب ومتابعتها وفحصها بشكل يومي لبيان نوعها ودرجة سُميتها، فضلًا عن متابعة ظهور أي حادث نفوق كبير للأسماك في البحر، وهو ما نفاه التقرير مشيرًا إلى أن حالات النفوق اقتصرت على الأسماك الصغيرة، وبأعداد قليلة، نتيجة عملية الصيد، وحركة الأمواج.
وقد قامت المحمية كما يوضح التقرير بعد التأكد من سلامة البيئة البحرية يوم الثلاثاء الماضي 12 سبتمبر، بإطلاق سلحفاة بحرية من نوع السلاحف الخضراء فى البحر المتوسط بعد رعايتها وترقيمها و لم تتأثر السلحفاة بعد نزولها البحر المتوسط ومراقبة حركتها.
كما استند التقرير إلى عدم رصد أي نفوق للطيور المائية البرية مثل طيور النورس، والتي تتغذى على الأسماك البحرية، أو نفوق للثدييات البحرية مثل الدرافيل والحيتان، طوال فترة متابعة الشاطئ، وهو ما يشير إلى عدم سمية هذه الطحالب التي من المتوقع اختفاءها خلال الفترة القادمة بعد إنخفاض درجات الحرارة وقلة المغذيات.
وفي تصريح خاص لـ”البورسعيدية”، قال الدكتور حسين رشاد، مدير محمية أشتوم الجميل ببورسعيد: "المشكلة الأساسية تكمن في ارتفاع درجات الحرارة غير المعتاد خلال الأسبوع الماضي، وهو من أهم العوامل التي ساعدت فى ازدهار الطحالب "الريم الأخضر" و بالاضافة إلى حركة الأمواج الشديدة والمرتفعة والتي حركت كل الرواسب في قاع البحر وتسببت فى ظهور زبد البحر منذ 15 يوم تقريبًا".
ويضيف رشاد: " كان لدينا تخوف كبير في أن تكون ظاهرة سامة، ولكن بعد المتابعة تبين أن الأمر أمن، ونطمئن المصطافين أن مياه بورسعيد نظيفة حاليًا ونراقب الموقف أولا بأول من خلال فرق المحمية وجهاز شئون البيئة، وسوف تختفي الظاهرة بمجرد انكسار حدّة درجات الحرارة، في الأيام القليلة المقبلة"
وشمل التقرير امتداد دراسة شاطئ بورسعيد مسافة 14 كيلو مترًا بداية من بوغاز أشتوم الجميل وحتى ميناء الصيد.