زيادة أسعار الكعك تُجبر الأهالي على الشراء بـ"كميات قليلة"

تصوير: عبدالرحمن خليفة - أحد العاملين بمخبز بالمنيا

كتب/ت عبدالرحمن خليفة
2024-04-08 16:27:53

تنتهي أيام شهر رمضان، بما لها من طابع خاص، يلملم المسحراتي "طبلته"، ينسحب البساط أسفل الياميش والأكلات الرمضانية، لينفرد الكعك والبسكوت بمائدة عيد الفطر. من ناحية أخرى يقف ارتفاع الأسعار عائقًا بين فرحة تلك الأسر وقضاء العيد أمام أطباق الكعك والبسكويت، ليبحث الجميع عن حلول للأزمة أملًا في فرحة العيد.

البداية كانت مع "سمر صالح"، 45 عام ربة أسرة من المنيا، التي قالت إن الأسعار زادت الضعف تقريبًا، فكيلو الكعك التي كانت تشتريه بـ 140 جنيه في العام الماضي، أصبح سعره 260 جنيه "لا نستطيع قطع العاده فنحن قد اعتدنا على شراء الكعك والبسكوت كل عام، عندما ذهبت لشراء الكعك والبسكوت وجدت الأسعار مرتفعة، لذلك قررت ألا أشتريها سوى قبل العيد بيوم واحد حتى لا تؤكل ويطالبني أبنائي بكمية جديدة".



تكلفة الإنتاج تصل إلى 50% ولكن لم نرفع أسعار البيع للمستهلك بنفس النسبة، هكذا يوضح عصام عبد الله، صاحب أحد محلات الحلويات في محافظة المنيا، وفسّر ذلك بقوله إن تلك الزيادة ستكون عبئا على المواطن "لكننا لجأنا إلى الحصول على مكسب أقل حتى نستطيع البيع".

يُذكر أن التضخم السنوي لأسعار المستهلكين في المدن المصرية قفز إلى 35.7% في فبراير من 29.8% في يناير 2024، أي أنه ازداد بنسبة تصل إلى 13.2% في فبراير، مقابل 2.2% في يناير 2024. وعلى أساس شهري ارتفعت الأسعار 11.4% في فبراير، مقارنة مع 1.6% في يناير، وقفزت أسعار المواد الغذائية 15.9%، مقارنة مع 1.4% في يناير 2024. وذلك بحسب الجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء.

يقول عادل بهجت، صاحب محل حلويات بمركز ملوي، إن زيادة الأسعار أضعفت عملية البيع هذه الفترة عن العام الماضي بشكل ملحوظ، ولكن مع استمرار التزام الناس بنفس العادة "انخفضت عدد الكميات، فمن كان يشتري كيلو، الآن يشتري نصف كيلو"، مُشيرًا إلى أن زيادة أسعار مُحسّنات الطعم سببًا في ارتفاع سعر صناعة الكعك وبسكوت العيد.

كان اللواء صلاح العبد، رئيس شعبة الحلويات بالغرفة التجارية لمحافظة القاهرة، قد صرّح الأسبوع الماضي، أن أسعار الكعك والبسكوت وغيرها من حلويات العيد قد زادت بنسبة 15% خلال موسم 2024، وأضاف على الرغم من ازدياد أسعار المواد الخام، فإن المحلات التجارية حاولت عدم رفع الأسعار على نحو كبير.

تقول ضحى محمد، 48 عامًا من مركز مغاغة، إن ارتفاع تكلفة عمل كعك وبسكوت دفعها إلى صناعة كميات قليلة "وهذا جعل طعم هذه الأيام مختلفة عن الأعوام الماضية، فقد كنا نصنع كميات ونهدي الجيران والأقارب، ولن نفعل ذلك في الوقت الحالي"، مُضيفة أنها قامت بخبز كيلو من الكعك بسكر "لكن حتى الآن لم أضع سكر بودرة لأنه غير متوفر في المنطقة التي أسكن بها".


لم يستطع أيضًا علي جاد، 55 عامًا ورب أسرة من مركز سمالوط، من قطع هذه العادة، لكنه لم يشتري سوى 2 كيلو مشكّل، بينما اشترى العام الماضي أكثر من 6 كيلو.

وأجبر غلاء الأسعار سميرة علي، ربة منزل من مركز ملوي، على شراء الكعك والبسكوت، بدلًا من صنعه بالمنزل، إذ وجدت أن فارق السعر بينهما ليس كبيرًا "إذا أردت صنع كيلو من الكعك بسكر سيتكلف معي نحو 150 جنيهًا، وإذا اشتريته سيكون بـ200 جنيه، وبذلك أكون وفّرت مجهودي أيضًا".

تصوير: عبدالرحمن خليفة - مخابز كحك العيد بمحافظة المنيا