عن محاولات الحفاظ على "كحك وبسكويت العيد"

تصوير: رنا محمد - بسكويت وكعك العيد أثناء عرضه بأحد مخابز سوهاج

كتب/ت رحمة أشرف - رنا محمد - حبيبة حجازي
2024-04-08 15:37:03

أثر ارتفاع الأسعار على تكاليف إعداد "مخبوزات العيد"، وهي الأزمة التي تواجهها الأسر في مصر منذ سنوات، إلا أنها تأتي هذا العام في نسخة قاسية على محدودي ومتوسطي الدخل في ظل زيادات وصلت في بعض السلع إلى الضعف وأكثر، انعكاسًا للاستمرار في تعويم الجنيه المصري مقابل الدولار الأمريكي، وعدم وجود ضوابط في الأسواق تحكم نسب الزيادة في كل سلعة.

ويبدو أن السؤال عن الحفاظ على عادة شراء أو خبز كعك العيد أو التخلي عنه، بات سؤالًا متكررًا تزداد حدته مع الأيام، وتختلف الإجابات عليه بين كلًا منّا.

ووصلت كرتونة البيض إلى 160 جنيهاً، وكيلو الدقيق إلى 54 جنيهاً، وكيلو السكر إلى 40 جنيهاً، إذا توافر من الأساس، وسجلت زجاجة الزيت 75 جنيهاً، بينما وصلت علبة السمن إلى 150 جنيهاً، وكيلو اللبن 30 جنيهاً، وكيلو الزبدة إلى 120 جنيهاً.

وبما أن هذه السلع هي التي تدخل في إعداد المخبوزات، وانعكس ذلك على أسعار المخبوزات التي زادت الضعف تقريبًا، فارتفعت ما بين 150 حتى 200 جنيهاً، بينما بلغ سعر الغريبة واللانكشير والبيتي فور إلى 140 جنيهاً.

تقول جميلة كامل، 45 ربة منزل عاماً، إن أزمة غلاء الأسعار بشكل عام تقف عائقا أمام أكثر عادات العيد فرحة، وتضيف: “اعتدت منذ صغري على صنع مخبوزات العيد مع العائلة، فلن أقطع العادة، لكن سأقلل الكمية التى اعتدت علي خبزها كل عام، من 4 إو 5 كيلو سأكتفي بخبز 2 كيلو من الكعك والبسكويت والفايش، كما تخليت هذا العام عن خبز البيتي فور و الغريبة و لانكيشير بشكل نهائي ، كما سأستبدل السمن بالزيت أثناء خبز البسكويت".

وتستكمل "جميلة " حديثها قائلة: “ أزمة ارتفاع الأسعار تفسد متعة العيد هذا العام فقد اعتدنا على الاجتماع مع الجيران والأقارب و الخبيز معهم بكميات كبيرة ولكن هذا العام سيصبح كل فرد مكتفي بأسرته و سنفقد تلك التجمعات التي يملأها جو الفرحة والمحبة”.

بينما تقول مروة أحمد، 35 عاماً، إن المعاناة الحقيقة هي غلاء المكونات الأساسية لمخبوزات العيد كالدقيق والبيض والسمن، لذا سأكتفي بخبز البسكويت والكعك فقط مع تقليل الكمية لعدم قطع العادة، فقد اعتدنا منذ الصغر على تجمع الأهل والجيران لخبز خبيز العيد، وتضيف: "وأنا صغيرة كنت أضع صاج الكحك أو البسكوت فوق راسي وأروح أوديه الفرن وارجع فرحانة بالخبيز وهو مستوي".
وعبّرت سحر السيد، ٥٠ عاماً ، عن حزنها من أنها لن تتمكن هذا العام من إرسال نفس الكميات التى اعتادت علي ارسالها كل عام لبناتها المتزوجات، بل ستقللها

تقول: “لدي ٧ أبناء من ضمنهم ٣ بنات متزوجات اعتدت كل عام أن ارسل لهم مخبوزات العيد ، فأصنع 20 كيلو من كل نوع، أما هذا العام سأقلل الكمية إلى 15 كيلو فقط، ل1ا لن أستطع إرسال سوى 2 كيلو لكل واحدة.

وتضيف:”أنا ربيت عيالي على عادة إنهم يتجمعوا مع جيرانهم ويخبزوا سوا، ولا يحلو الخبز بالتجمع ده، ولكن حاجات كتير بتتغير في حياتنا هذه الفترة".

وتزداد الأزمة لدى أحمد حسن، 42 عاماً، فهو كمسؤول عن أسرته مرغم على شراء الالتزامات الضرورية لخبز الكعك و بسكويت العيد كالدقيق والسمن و الزيت و غيرهم من المكونات المستخدمة، خصوصًا أنه لا يفضل أن ينقطع عنها، لذا وفقًا له بدأ في إدخار جزء من المرتب لشراء هذه المستلزمات منذ عدة أشهر لكنه سيكتفي بالكعك والبسكويت وليس باقي الأصناف.

يتفق معها عمر هيثم، رب أسرة، ٤٢ عاماً، معبرًا عن استيائه بسبب ارتفاع اسعار السلع، فيقول: “ساضطر إلى شراء مخبوزات العيد جاهزة، فهي تعادل نفس تكلفة خبزه في المنزل وبالإضافة إلى المجهود والوقت الذي سيستغرقه أثناء خبزه، على عكس العام الماضي فكان خبزه في المنزل أوفر .


ولن تستطيع شيماء ثابت، ٤٣ عاماً، تحديد كميات الشراء حتى الاّن بسبب ارتفاع الأسعار، لذا ستحاول خبز كميات قليلة في منزلها من أجل أطفالها. تقول: "الأطفال تعشق خبيز العيد" ، لذا سأضطر إلى صنع كميات أقل من السنوات السابقة، كما كما سأقلل مقدار الخامات، على سبيل المثال بدلًا من 10 بيضات أثناء خبز البسكويت سأقلل الكمية إلى 5 بيضات.ويشتكي محي رشوان، صاحب مخبز، من أزمة ارتفاع الأسعار هو أيضًا. يقول: “لا توجد بدائل للسلع، فالحلويات لها مقدار معين، ولو اتغير صنف في المكونات يفسد المنتج، وحركة البيع والشراء تأثرت بسبب ارتفاع الأسعار لكني مضطر حتى أكفّي مصاريفي".

يفسر رشوان زيادة الأسعار قائلًا: “قبل ارتفاع الأسعار كانت كرتونة الزبدة ب٧٠٠ جنيهاً، أما الاّن أصبحت ب١١٠٠جنيهاً، لذا اّثر على سعر المنتج المباع، ففي العام الماضي كان كيلو الكعك والبيتي فور والغريبة يباع ب ١٠٠ جنيهاً، وأصبح حالياً يباع ب 140 جنيهاً" .

يستطرد “رشوان “ حديثه موضحاً أنه خفّض نسبة ربحه. يقول: “المكسب أصبح محدد، فكان هامش ربحي في الكيلو الواحد 20 جنيهاً في العام الماضي، أما هذا العام سيصبح 10 جنيهاً فقط، مما دفعني أقلل الكمية التى اقوم بخبزها إلى تلت الكمية”.

تصوير: رنا محمد - كحك العيد بين الخبز في المنازل والشراء من المخابز