تسببت زيادة أسعار البنزين في أعباء جديدة على كاهل طلاب الجامعات، خاصة في محافظة المنيا، حيث يعتمد الآلاف منهم على التنقل اليومي من القرى والمراكز إلى مقر جامعة المنيا.
ونتيجة لهذه الزيادة، ارتفعت تعريفة المواصلات العامة والخاصة في أغلب مواقف الميكروباصات منها موقف ملوي، مما أجبر العديد من الطلاب على تقليص عدد أيام حضورهم أو تعديل ميزانياتهم بشكل كبير لمواكبة النفقات اليومية المتزايدة.
وتغيرت الأسعار كالآتي: "وصل سعر بنزين 95 إلى 19 جنيهًا للتر، وبنزين 92 إلى 17.25 جنيهًا، وبنزين 80 إلى 15.75 جنيه، بينما ارتفع السولار إلى 15.5 جنيهًا"، وهو ما انعكس فورًا على تعريفة وسائل النقل، في ظل غياب أي دعم مباشر للطلاب.
تقليل مرات الذهاب
أبو الحسن عثمان، طالب بالفرقة الثانية في كلية الآداب بجامعة المنيا، من مركز العدوة، قال إن تكلفة الذهاب والعودة أصبحت تشكل عبئًا لا يمكن تجاهله.
وأضاف: "أجرة المواصلات كانت قبل الزيادة 29 جنيهًا، وأصبحت الآن 33 جنيهًا، وهو ما أجبرني على تقليص عدد أيام الحضور إلى يومين فقط، وكنت أخصص 100 جنيه يوميًا تشمل الإفطار، والآن أصبحت أحتاج إلى 150 جنيهًا".
وأكد عبدالله خلف، 18 عامًا، طالب في كلية التربية الرياضية من مركز دير مواس: "المواصلات من مركزي إلى المنيا ارتفعت من 20 إلى 23 جنيهًا، لكن هذه الزيادة لم تكن هي المشكلة فقط، بل أضطر لأخذ تاكسي من الموقف إلى الجامعة بأجرة كانت 10 جنيهات، وأصبحت 15 جنيهًا، وأحيانًا يطلب السائق 20 جنيهًا بسبب بعد المسافة".
وأضاف عبدالله أن إنفاقه اليومي ارتفع من 120 إلى 170 جنيهًا، بسبب تراكم هذه الزيادات، ما أثر بشكل واضح على قدرته في الحضور اليومي للجامعة.
حلول مؤقتة
أما عبدالمسيح فوزي، 22 عامًا، طالب بالفرقة الرابعة في كلية الفنون الجميلة من مركز ملوي، قال إن تأثير زيادة أسعار البنزين لم يقتصر فقط على المواصلات، بل شمل أيضًا أسعار المواد الغذائية والسلع الأساسية.
وأضاف: "في أول يوم بعد الزيادة، اشتريت باتيه وعصير كنت اشتريهما بـ50 جنيه، وأصبحت الآن بـ65 جنيهًا، لا أعلم إن كانت الزيادة بسبب ارتفاع تكاليف النقل أو استغلال بعض التجار".
وأشار عبدالمسيح إلى أن تكلفة المواصلات لديه ارتفعت من 22 إلى 25 جنيهًا في اتجاه واحد، ما يعني 50 جنيهًا يوميًا فقط للانتقال، مضيفًا: "ميزانيتي اليومية أصبحت 200 جنيه بعدما كانت 150 جنيهًا، وأحضر للجامعة خمسة أيام في الأسبوع".
يحاول بعض الطلاب البحث عن حلول لتقليل النفقات، مثل طلب دمج المحاضرات في أيام أقل. منهم عبدالمسيح الذي قال: "طلبت من بعض الأساتذة دمج المحاضرات لتكون في أيام محددة، لأن المجيء اليومي أصبح مرهقًا ماديًا".