عرض أربعة أفلام من إسكندرية.. ختام "أسبوع المنيا للفيلم القصير" 

تصوير: عبدالرحمن خليفة - جانب من الفاعلية

كتب/ت عبدالرحمن خليفة
2025-03-02 14:42:18

اختتمت مؤسسة مجراية الثقافية فعاليات "أسبوع المنيا للفيلم القصير"، وشهد اليوم الأخير عرض أربعة أفلام قصيرة من محافظة الإسكندرية تنتمي إلى نوعية الخيال العلمي، وتتناول قضايا الحياة ما وراء الطبيعة تحت عنوان "المستقبل هو العدو".

بدأت العروض بفيلم "قبل ما أنسى" للمخرجة مريم مكاوي، الذي تدور أحداثه في منطقة ساحلية غامضة بين البر والبحر، حيث يختفي القبطان فوق سطح المياه وتحتها وتدور الأحداث بشكل مشوق، تلاه فيلم "خلل الفردوس" للمخرج محمد فريد، الذي يتناول قصة رجل يعيش في المستقبل مستخدمًا التكنولوجيا لاسترجاع ذكرياته مع زوجته.

بعد ذلك، عُرض فيلم "العصافير كانت يجب أن تُطلق" للمخرج مارتن إيليا، حيث يواجه سائق تاكسي خيالات زوجته وابنته اللتين غرقتا أمام عينيه، مما يدفعه للهرب بسيارته، واختُتمت العروض بفيلم "على الهواء" للمخرج يوسف عساف، الذي يسلط الضوء على حالات اختفاء غامضة لمواطنين بعد شربهم المياه العامة.

وحضر اليوم الختامي المنتج والمخرج جوزيف عادل، ابن مركز ملوي بمحافظة المنيا، الذي عمل على العديد من الأفلام القصيرة، أبرزها "القاهرة برلين"، الحاصل على جائزة نجمة الجونة لأفضل فيلم عربي قصير عام 2021، كما عمل كمنتج مبدع في فيلم "ريش".

وفي تصريح خاص لـ"المنياوية"، تحدث جوزيف عن التحولات التي يشهدها المشهد السينمائي المصري، مؤكدًا أن مركزية الإنتاج في القاهرة بدأت تتغير، مما يفتح المجال أمام المبدعين في مختلف المحافظات. 

كما أشار إلى التحديات التي واجهها في اختيار ممثلين من ملوي لفيلم "ريش"، إذ لم يكن الأمر سهلًا في البداية، لكن رؤية المخرج وثقته بالطريقة جعلا التجربة ممكنة، رغم تحفظ بعض المنتجين على اختيار ممثلين غير معروفين.

وأوضح أن شغفه بدأ بالمسرح ثم انجذب إلى أفلام الأبيض والأسود، مرورًا بدراسته في كلية العلوم، قبل أن يخوض تجارب متعددة انتهت بانضمامه إلى ورشة صناعة الأفلام، ومن ثم دراسته المونتاج في معهد السينما، ما أتاح له دخول المجال السينمائي بشكل احترافي.

ردًا على سؤال أحد الحاضرين حول تأثير الذكاء الاصطناعي على صناعة الأفلام، أكد جوزيف أن التكنولوجيا لن تلغي دور المبدع، مشيرًا إلى أن النجاح في السينما لا يقتصر على أبناء العاصمة، وأن الوصول إلى جوائز كبرى مثل الأوسكار ليس مستحيلًا لأي شخص من الأقاليم.

وأوضح جوزيف أنه يفضل دعم المشاريع الصادقة التي تعكس تجارب صانعيها، مشددًا على أن الإبداع هو العنصر الأهم في أي عمل فني.

كما أعلن عن تركيزه خلال الفترة المقبلة على إنتاج أعمال سينمائية من محافظة المنيا، دعمًا للمواهب المحلية.

وأدار مينا يسري، مدير مؤسسة مجراية، جلسة نقاشية عقب العروض، شهدت تفاعلًا واسعًا من الجمهور. 

وعبّرت إحدى الحاضرات عن إعجابها الكبير بفيلم "على الهواء"، الذي اعتبره معظم الحضور الأبرز في العروض، وعلّق أحدهم بأن الفيلم يعكس تواطؤ الإعلام مع السلطة ويقدم صورة قاسية عن الواقع.

كما تنوعت آراء الحضور حول الأفلام، حيث رأى البعض أنها تقدم رؤية للمستقبل وتأثيره على حياتنا، بينما اعتبر البعض الآخر أن فيلم "العصافير كانت يجب أن تُطلق" لا ينتمي إلى الخيال العلمي بقدر ما يعتمد على الخرافات والأساطير.

من جانبه، أوضح مينا يسري أن برنامج "أفلام اليوم الأخير" هو أحد مكونات سلسلة "المستقبل هو العدو"، والتي أنتجها محمد أمين، مبرمج في وكالة "بهنا"-مؤسسة فنية تسعى إلى المساهمة في الواقع الثقافي والفني لمدينة الإسكندرية-؛ لتعريف الجمهور بتجربة الإسكندرية في صناعة الأفلام القصيرة. 

وأشار لـ"المنياوية" أن البرنامج يعتمد على استكشاف قصص تعكس مخاوف المستقبل أو تدور في عوالم خيالية، ما يفتح المجال لإعادة النظر في الأشكال المختلفة للسلطة والتحولات الفكرية.

 

تصوير: عبدالرحمن خليفة - اليوم الختامي من أسبوع المنيا للفيلم القصير