لا صوت يعلو الآن فوق غلاء الأسعار، لا سيما مع دخول شهر رمضان، ومحاولة المواطنين شراء الاحتياجات اللازمة من السلع الغذائية، والتي تضاعفت أسعارها سواء اللحوم أو الياميش وحتى الخضروات والفواكه في أسواق المنيا.
وباتت فكرة تخزين سلع غذائية صعبة على المواطنين بسبب عدم المقدرة على شراء كميات وتخزينها، لسهولة الاستهلاك اليومي بدلًا من الاضطرار إلى الشراء، وتحديدًا الخضروات إذ إن مصر إحدى الدول التي تعاني من تضخم في السلع الغذائية بشكل خاص.
وتدلل الأرقام الرسمية على ذلك، فبحسب تقرير الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء ارتفع معدل التضخم السنوي على مدار عام 2023 من 25.834% في يناير إلى 38.000% في سبتمبر، وانتهى بمعدل 33.700% في ديسمبر.
ورغم أنه وفقًا لاحصائيات الجهاز، انخفض معدل التضخم في يناير 2024 حيث وصل إلي 29.800%، إلا أن هذا لم ينعكس على أسعار السلع الغذائية في السوق خصوصًا الخضروات والحبوب التي يزداد معدلات استهلاكها عند المواطنين عن باقي السلع نظرًا لقدرتها الأعلى على الإشباع فضلًا عن أنها ورغم سعرها المرتفع تظل أقل من مجموعة اللحوم والأسماك.
فبعدما كان يُطلق عليها قديمًا طعام الغلابة، رصدت "المنياوية" عبر حديثها مع بائعين في الأسواق ومواطنون يحاولون الشراء، حجم الارتفاع في السعر والأثر الناتج عنه كذلك البدائل التي اعتمدوا عليها.
"أنا كتاجر كل يوم ببيع الخضار بسعر جديد". يقول فايز صابر، تاجر خضراوات في سوق الحبشي، مبررًا ذلك بأنه مضطر نظرًا لغلاء جميع السلع الغذائية في مصر. يضيف: “من حوالي 6 أشهر كان سعر الخضروات مناسبًا لكنه حاليًا تضاعف، وأنا مضطر للبيع بسعر أغلى بسبب غلاء تكلفة النقل ومكونات الزراعة المستوردة وغيرها".
بينما يُرجع نور محمد، تاجر خضراوات آخر في نفس السوق، سبب زيادة أسعار الخضراوات، بسبب سوء أحوال الطقس في مصر خلال العام الحالي، مما أثر على بعض المحاصيل وأدى إلى تلفها وتراجع الكميات المعروضة بالأسواق، وبالتالي زادت الأسعار مع زيادة الطلب خلال الأيام الحالية نتيجة حلول رمضان.
كما أثر ارتفاع سعر البنزين والسولار المستخدمين في عمليات النقل على السعر النهائي للمستهلك وفق نور: "كنت بدفع للعربية اللي بتنقل الخضروات إلى السوق 100 جنيه لكن حاليًا بدفع 170 جنيهًا، عشان كدة سعر الخضار بيعلى لحد ما يوصل للمستهلك".
وأثر ارتفاع أسعار الخضروات على المواطنين أيضًا في المنيا، إذ يقول أحمد عبدالرحمن موظفًا حكوميًا، إن دخله الشهري 4 آلاف جنيه إلا أن زيادة الأسعار تلتهم الراتب: "كيلو البطاطس وصل لـ20 جنيهًا، والمفروض أن الخضراوات مش بنستوردها دي من أرضنا".
يشتكي أحمد من زيادة أسعار الخضروات لا سيما أنها أساسية على موائد الإفطار في رمضان، ولكنها تلتهم ما يقرب من نصف الراتب ولا يوجد بديل لها مما دفعه إلى تقليل الكمية التي تشتريها الأسرة من الخضروات شهريًا.
أزمة الخضروات ليست في غلائها فقط ولكن عدم ثبات أسعارها أيضًا، إذ لمس محسن محمد، عامل حر اختلاف الأسعار خلال الفترة الماضية مع اقتراب شهر رمضان: "الأسعار مش ثابتة كل يوم بتزيد محتاجين رقابة على الأسواق عشان يكون فيه تسعيرة موحدة، لأن الخضروات سلعة أساسية مش رفاهية".
تتفق معه حنان عبدالقادر، موظفة حكومية، إذ لاحظت ارتفاعًا في أسعار الخضروات مع اقتراب شهر رمضان إلى جانب اختفاء ونقص بعض الأنواع منها: "كل سنة كنت بشتري مخزون طماطم حوالي قفص كامل كان الكيلو بـ3 جنيهات، النهاردة الكيلو بـ7 جنيه عشان كدة مش هعرف أخزن".
نفس المعاناة تعيشها رباب محسن، ربة منزل: "الفرق كبير في أسعار الخضروات بين السنة الماضية والسنة الحالية، البطاطس كانت السنة اللي فاتت بـ5 جنيه والسنة دي بـ12 جنيه، والطماطم كانت 3 كيلو بـ10 جنيهات دلوقتي الكيلو الواحد عدى الـ7 جنيهات، والفلفل وصل 20 جنيهًا بعد ما كان بـ7 جنيه".
تضيف: "مع قدوم شهر رمضان كنا بنخزن الخضار للشهر كله، السنة دى هنجيب حاجة اليوم فقط، ومش هنقدر نخزن خصوصًا أن فيه أنواع سعرها تضاعف مش غلاء بس، زي البسلة كانت بـ10 جنيهات السنة دي بـ30 جنيهًا".