ليلة سينمائية خالصة جمعت بين الفن وتأثيره على الصحة النفسية، داخل جمعية «جزويت» بمحافظة المنيا، التي نظمها ملتقى «ميدفيست مصر السينمائي» في نسخته الثامنة وتناقش العلاقة بين الصحة النفسية والسينما. والعنف القائم على النوع الاجتماعي.
تهتم هذه النسخة بعرض مجموعة من الأفلام السينمائية، يدور محتواها عن الصحة النفسية. خلال النسخ السابقة، قدم «ميدفيست مصر» عروضًا لأفلام عن صحة الطفل والصحة النفسية وصحة المرأة تحديدًا.
أدار الحلقة النقاشية حول الأفلام المعروضة، أحمد نبيل مخرج أفلام تسجيلية ومبرمج في المهرجان، وحضر المهرجان المخرجة مريم أبو عوف والدكتور أحمد سواحل، استشاري الطب النفسي.
مينا النجار، مؤسس ملتقى «ميدفيست»، وهو ممثل وطبيب وصانع أفلام، قال في بداية المهرجان إن «ميدفيست» هو مهرجان سينمائي يجمع بين الصحة والأفلام؛ لأن لا يوجد أي عمل درامي يخلو من التفاصيل الطبية بأشكالها المختلفة.
وأضاف: «بداية من بناء الشخصية وصولًا إلى الصراعات النفسية التي تمر بها، وفي هذه النسخة نعمل على فكرة العنف القائم على النوع الاجتماعي، إذ قمنا بالعمل مع 30 شخصًا في عدة محافظات على أن ينظموا فاعليات لها علاقة بالفن والصحة النفسية لنشر الفكرة».
بدأ المهرجان في 6 محافظات انطلق من سوهاج يوم 25 فبراير الماضي ثم باقي المحافظات وهي: «المنيا وبني سويف والمنصورة ودمنهور وبورسعيد».
وخلال الليلة السينمائية، عُرض الفيلم الروائي القصير «زفة» وهو تأليف وإخراج أحمد سمير، وتدور أحداثه حول شاب يمر بضغوط من أهله والمجتمع ليتزوج فتاة لا يحبها ويظل في صراع نفسي، تلاه فيلم «مارشدير» تأليف وإخراج نهى عادل، وتدور أحداثه عن زحمة القاهرة.
ومن الأفلام التي عُرضت الفيلم الأردني القصير «دعوة من الخلاء للبحر» وهو من تأليف وإخراج مراد أبو عيشة، وتدور أحداثه حول شقيقتين يحاولان الهروب من قيود الأهل، وأيضًا فيلم «جروب» وهو تسجيلي تأليف وإخراج «جاك مولييتسكون» وتدور أحداث وحول مجموعة من الرجال في جلسة علاجية مع دكتور نفساني.
كما عُقد خلال المهرجان جلسة نقاشية مع المخرجة مريم أبو عوف والدكتور أحمد سواحل استشاري الطب النفسي، حول النوع الاجتماعي ومشكلاته من منظور الأفلام التي عرضت.
وتعد تلك هي المشاركة الثانية للمخرجة مريم أبو عوف في مهرجان «ميدفيست». وفي تصريح خاص لـ«المنياوية» قالت: «أصرّ دومًا على حضور مهرجان ميدفيست، بسبب إعجابي بفكرته وهي الجمع بين الصحة النفسية والسينما، كما أن اختيارهم للأفلام القصيرة المعروضة تكون مهمة وتدور في ذلك النطاق».
وعن رؤيتها للعلاقة بين الصحة النفسية والسينما موضوع المهرجان تقول: «نحن كصناع أفلام ودراما دائمًا نعمل على صناعة الفن لفهم عمق الشخصية، وكل إنسان لديه في قصته مرض نفسي ما، يلقي الفن الضوء عليه ويناقش تفاصيله وربما يجد له الحل».
أما عن أكثر الأفلام التي أعجبت بها المخرجة مريم أبو عوف كان فيلم «مارشدير»، الذي وصفته بـ«السيناريو ذكي وخفيف الظل».
كما أن صناعة أفلام قصيرة تناقش الصحة النفسية ليس بالأمر السهل، ولكنها تواجه تحديات كثيرة وفقًا لمريم، التي تؤكد أن أبرزها هو الإنتاج، لكون الأفلام القصيرة صناعة غير مربحة في أكثر الأوقات.
وتابعت: «ولكن هذه الفترة أصبح هناك أكثر من طريقة للربح من الأفلام القصيرة، كما أن الفيلم القصير لا بد له من سيناريو جيد يليق عليه وهو تحد آخر، وكلها مناقشات تجرى سنويًا في مهرجان ميدفيست منذ نشأته».
يتحدث لـ«المنياوية» مينا النجار، مؤسس مهرجان «ميدفيست» عن تلك النشأة: «بدأنا في العام 2017، من خلال فكرة أن ميدفيست مهرجان سينمائي متجول في كثير من المحافظات على مستوى الجمهورية».
وتابع: «نقدم فيه برامج وورشًا تظل مستمرة طوال العام، بهدف خلق مساحة مشتركة بين الصحة والأفلام، وفي نفس الوقت يكون لها تأثير على المشاهد من خلال فتح مجال الحوار».