التعليم تواجه "السلاح الأبيض" بـ"التفتيش".. والوزير يفاجئ مدارس "أسوان"

صورة أرشيفية لزيارة وزير التربية والتعليم لمدارس أسوان

كتب/ت أمنية حسن
2024-11-17 16:41:56

أثار قرار مديرية التربية والتعليم في أسوان، بتفتيش الطلاب يوميا قبل دخولهم المدرسة، جدلًا بين أبناء المحافظة، حيث تسبب نشوب مُشاجرة بين طالبين في مدرسة "العروبة" الإعدادية، بمحافظة أسوان، الأسبوع الماضي، في صدور القرار.

حيث انتهت المشاجرة بطعن طالب لزميله بسلاح أبيض، بسبب مُشادة كلامية بينهما، ونُقل الطالب المصاب إلى المستشفى ، وكان طلاب بمدرسة كيما أسوان قد استخدموا الأسلحة البيضاء أيضًا، في مشاجرة أخرى نشبت بينهم مطلع الأسبوع الماضي.

تفتيش إجباري

تداولت حسابات التواصل الاجتماعي لعدد من مدارس أسوان الرسمية، صورة من القرار، والذي أكدت مديرية التربية والتعليم خلاله، أن رفض أي طالب لإجراءات التفتيش، سيعرضه لاتخاذ إجراءات ضده، وفقاً للائحة التحفيز التربوي والانضباط المدرسي، والتي تشمل عقوبات مثل الفصل لمدة عام دراسي، أو النقل إلى مدرسة أخرى، أو التحويل لنظام الدراسة من الخارج.

يذكر أن أكتوبر الماضي، شهد نشوب شجار آخر بين طلاب في مدرسة كيما، حيث اعتدى طالبان بالصف الثالث الإعدادى على زميلهما بقطعة زجاجة وحجر، عقابًا له على تدخله لفض المشاجرة.

المعلم والكثافة

وتعليقًا على القرار، قال معلم بإحدى المدارس في أسوان: "أن الوضع الحالي في مدارس أسوان، في ظل كثافة الفصول التي تصل إلى 40 أو 50 طالبًا في بعض الأحيان، وغياب العمالة النظافة، إلى جانب عدم وجود أفراد للأمن أو حتى المسؤولين عن الصحة النفسية والخدمة الاجتماعية، يضع المعلمين في مواجهة تحديات مع الطالب، خاصة مع معلمي الحصة، ممن يفتقدون خبرة كافية للتعامل مع الطالب بشكل تربوي سليم.

غياب الأخصائيين

وأوضح المعلم، الذي طلب عدم نشر اسمه، أن المعلمين يعانون مشاكل في كل جوانب عدة في العملية التعليمية، بدءًا من ضعف النظام الجديد، مرورًا بعدد المعلمين القليل، وغياب الأخصائيين والمستشارين، فأصبح المعلم بالكاد يؤجي مهامه الأساسية التعليمية، فلا يوجد وقت متسع للعملية التربوية.

بينما قال معلم آخر، رفض ذكر اسمه، لعين الأسواني، إن الكثير من أولياء الأمور يرفضون فرض العقاب على أبنائهم في المدرسة، في حالة وجود مشكلة، والمسؤولية مشتركة بين المدرسة والمنزل فالأسر يجب أن تكون أكثر انتباهاً لسلوكيات أبنائهم وتعليمهم القيم الأساسية مثل احترام المعلمين وزملائهم.

لوم الأسر

ووجه المعلم اللوم للأسر التي لا ترى أخطاء أبنائها، في حالات أفتعالهم للمشكلات والمشاجرات داخل المدرسة، وأوضح قائلا : "بدلاً من تقويم سلوك أبنائهم وتوجيههم، نجدهم يلقون اللوم على المعلم، ويطالبون بعقابه أو تقديم شكوى ضده في الإدارة. 

زيارة مفاجئة

يذكر أن ووزير التربية والتعليم، محمد عبد اللطيف، وبصبحة اللواء إسماعيل كمال محافظ أسوان، قد قاما بجولة مفاجئة، في عدد من مدارس المحافظة، الأربعاء الماضي، لمتابعة انتظام العملية التعليمية. شملت الزيارة مدارس في مركز نصر النوبة وتفقد الفصول الدراسية، والكثافات الطلابية، ومتابعة سير العملية التعليمية، بما في ذلك تقييمات الطلاب وكراسات الواجب، كما حضرا ندوة توعوية لطلاب مدرسة محمد صلاح الدين حول القيم الأخلاقية. 

المنظومة التربوية

ووفقا للبيان الذي نشرته الصفحة الرسمية لمحافظة أسوان على فيسبوك، حرص الوزير والمحافظ على متابعة تنفيذ قرارات الوزارة الخاصة بالعملية التعليمية في المدارس التابعة لإدارة أسوان التعليمية بجزيرة أسوان النوبية وسط النيل، واطمئن على نسبة الحضور التي تجاوزت 90%، وأشاد بانتظام العملية التعليمية في أسوان، وأكد على اهتمام الوزارة بتطوير المنظومة التربوية، بينما أكد المحافظ دعمه المستمر لجهود الارتقاء بالتعليم بالمحافظة.

ظاهرة العنف

وعلق الدكتور عبداللاه صابر عبدالحميد، وكيل كلية الخدمة الاجتماعية لشؤن خدمة المجتمع وتنمية البيئة بجامعة اسوان،على ظاهرة العنف بالمدارس، خلال حديثه لعين الأسواني،قائلًا: مانراه اليوم في المجتمع هو نتيجة لمجموعة من العوامل، منها تأثير وسائل الإعلام التي تعرض مشاهد العنف وتعيد بثها. بالإضافة إلى ذلك،الاستخدام المفرط لوسائل التواصل الاجتماعي والهواتف المحمولة التي تسهم في هدم ما تزرعه الأسرة من قيم، مما يؤدي إلى تنشأة طفل مائل إلى العدوانية.

آثر الأزمة

وأضاف أن التغيرات في رتم الحياة، أصبحت تفرض تركيز الأسرة الكامل على توفير الاحتياجات المادية، مما يدفعه رب الأسرة للعمل في أكثر من وظيفة، وبالتالي تصبح الأولوية لتوفير المال بدلاً من تربية الأبناء ومتابعتهم. مما يجعل بعض الأسر تبتعد عن مسؤولياتها في تربية الأبناء.

إلى جانب ذلك، فوفقا لـ"عبداللاه" فهناك مشاكل في التواصل داخل الأسرة، والتعامل مع الخلافات الأسرية بطريقة غير صحيحة، مما يزيد من تفاقم الوضع. كما أن الحماية الزائدة للأبناء قد تؤدي إلى ضعف شخصيتهم وعدم قدرتهم على التعامل مع تحديات الحياة.

تعليم سطحي

أما في ما يتعلق بدور المدرسة، فإنه يجب أن تعطي اهتماماً أكبر بتعليم القيم الدينية والأخلاقية بشكل جوهري، وليس فقط بشكل سطحي، لأن غياب هذه القيم يسهم بشكل كبير في انتشار العنف. بالإضافة إلى ذلك، ساهم نقص عدد المعلمين في تفشي هذه الظاهرة.

ولمعالجة المشكلة، يوضح "صابر" أنه يجب تفعيل القوانين واللوائح المتعلقة بالانضباط المدرسي وتطبيقها بشكل صارم. ففي الوقت الذي لم تعد فيه المدرسة البيئة التعليمية الأولى كما كانت سابقاً، حيث أصبح التعليم يعتمد بشكل كبير على الدروس الخصوصية والتعليم عن بعد، مما يساهم في تدهور المستوى التعليمي. من الضروري أن تكون هناك رقابة مشددة على المدارس لحماية الطلاب الهادئين من زملائهم المتورطين في السلوكيات العنيفة.

تعديل سلوك

ويجب أيضاً تفعيل دور الأخصائيين الاجتماعيين والنفسيين والمرشدين الطلابيين، فدورهم غير مفعل بالشكل المطلوب. كما يجب أن يكون هناك دور حقيقي لمجالس الآباء في دعم العملية التعليمية وتوجيه الأبناء ومن الأهمية التكامل بين كافة الأطراف المعنية في المجتمع لحماية الطلاب من العنف، و ينبغي أن يتم تنفيذ برامج توجيهية لتعديل السلوك، لأن هناك خللاً واضحاً في سلوك بعض الطلاب، ومن الضروري العمل على معالجته. كما يجب أن نركز على تعزيز السلوكيات الإيجابية بين الشباب، وتوفير بيئة تعليمية داعمة.

صورة أرشيفية_ فيسبوك_ زيارة وزير التربةي والتعليم والمحفاظ لمدارس بأسوان