قالت أسرة بسملة ممدوح، إحدى ضحايا "حادث الجلالة"، إنهم اعترضوا مرارًا وتكرارًا على خطورة طريق الجلالة بسبب حوادثه المتكررة، إلا أنهم لم يكن في يدهم حل آخر، فالطريق هو المسار الأساسي الذي يسلكه أتوبيس الجامعة يوميًا لإقلال الطلاب إلى موقع "السكن".
وقد سادت حالة من الحزن في أسوان خلال الساعات الماضية، عقب وفاة الطالبة البالغة من العمر 20 عامًا، بحادث أتوبيس الجلالة، ووع الحادث، مساء أمس الاثنين، حيث كان الأتوبيس في طريقه من مقر الجامعة بمدينة العين السخنة في اتجاه (الزعفرانة -السويس)، وكانت الطالبة بسملة تسير على هذا الطريق على مدار عاميها الدراسيين، بكلية العلوم السياسية بجامعة الجلالة، بحسب قول أختها-التي رفضت ذكر اسمها- لـ"عين الأسواني"، وأضافت "الجامعة عاملة سكن للطلبة في العين السخنة، بس هي مشتركة في سكن خاص يبعد عن الجامعة ساعة إلا ربع".
وأسفر الحادث عن وفاة 12 شخص، وإصابة 33 آخرين، بحسب بيان وزارة الصحة، لكن هيئة الرعاية الصحية تقول إن عدد المصابين 36 شخص، خرج منهم 14 بعد التعافي من مجمع السويس الطبي، فيما بقي 22 تحت المتابعة اللحظية.
وأفاد اثنين من عائلة بسملة ممدوح؛ أختها وابنة عمتها، خلال حديثهما لـ"عين الأسواني" بأن آخر تواصل معها كان قبل نصف ساعة من صعودها إلى الأتوبيس المتجه إلى سكنها بعد انتهاء اليوم الدراسي، وأوضحت شقيقتها التي رفضت ذكر اسمها أن الأتوبيس خاص بالسكن الذي تسكن به شقيقتها.
فيما أعلن مصدر داخل جامعة الجلالة في تصريحات صحفية لموقع صدى البلد أمس، أن الجامعة ليس لديها أي صلة بالحادث، وأن الأتوبيس لا يتبع الانتقالات الرسمية للجامعة. وهو ما أشارت إليه النيابة العامة أيضًا في بيانها الرسمي أن الطلبة تعاقدوا مع إحدى الشركات الخاصة تقلهم من محل سكنهم إلى الجامعة ذهابًا وإيابًا.
وتلقى أفراد أسرة بسملة خبر وفاتها بعد الإعلان عن الحادث من خلال صديقتها التي أبلغتهم عبر هاتف بسملة. وأفادت الأسرة أن صديقة بسملة المصابة في الحادث ذكرت لهم أن الطلاب طلبوا من السائق تغيير الطريق بسبب عدم صلاحيته ووجود مطبات، لكنه رفض ذلك.
كما أكدت العائلة أن بسملة ليست الابنة الوحيدة، كما أشيع عبر مواقع التواصل الاجتماعي، بل هي الابنة الكبرى لأسرة تتكون من ثلاث فتيات وولد.
وأوضحت ابنة عمتها التي رفضت ذكر اسمها أيضًا، أن العائلة في الطريق حاليًا لنقل جثمانها من مشرحة مستشفى السويس العام، ومن المتوقع وصوله إلى أسوان اليوم.
وفي سياق متصل أعلنت وزارة التعليم العالي، أمس، في بيان رفع درجة الاستعداد القصوى بمستشفيات جامعة الزقازيق والعاشر من رمضان، ودعم المجمع الطبي بالسويس إذا لزم الأمر لاستيعاب جميع المصابين.
وقد أعلنت النيابة العامة حبس سائق أتوبيس الجلالة 4 أيام على ذمة التحقيق، بعدما ظهرت نتيجة التحليل المبدئي صحة تعاطيه لمواد مخدرة، وفي شهادة بعض المصابين للنيابة العامة، أكدوا أن السائق قاد بسرعة هائلة عند منعطف منحدر، فاختلت عجلة القيادة وانقلبت الحافلة.