لا زالت أزمة انقطاع التيار الكهربائي تلقي بتأثيراتها السلبية على العديد من المواطنين، ومن بينهم سكان محافظة أسوان، ممن اجتمع عليهم الانقطاع وشدة الحر، فضاعف معاناتهم.
ويتراوح عدد ساعات انقطاع التيار الكهربائي في أسوان بين ساعة إلى ثلاث ساعات يومية في جميع مناطق المحافظة ومنها: “السيل، الشيخ هارون، الصداقة، المحمودية، عباس فريد، غرب أسوان، العقاد، أبو الريش، بهريف، الأعقاب، الملقطة، الجعافرة".
وتعتمد س. وهي موظفة في مؤسسة خيرية في أسوان على الكمبيوتر طوال مدة عملها، تقول: "انقطاع الكهرباء يؤثر في قدرتي على الانتهاء من مهام عملي، وحين يحدث الانقطاع أفقد بعض البيانات، وأضطر لكتابة كل هذا مرة أخرى، بالإضافة إلى تعطل الكمبيوتر الذي يستغرق وقتًا طويلًا حتى يعمل مرة أخرى بعد عودة التيارالكهربائي".
وتفقد ملك إبراهيم، الطالبة، تركيزها مع فصل الكهرباء، فهي بالكاد تستطيع إنجاز مهامها الدراسية في التمريض، مضيفة: "الكهرباء الآن تنقطع بشكل غير منظم دون الالتزام بجدول معين، وهو أمر لا يساعد على التركيز إطلاقًا".
وتشعر جهاد أحمد، من سكان منطقة النفق بالأسي، إذ أدى انقطاع التيار الكهربائي المتكرر إلى تلف في المحرك الخاص بالثلاجة الذي احترق ويتكلف خمسة آلاف جنيه لاستبداله، تقول: "الثلاجة خارج الضمان، والكهرباء تنقطع خمس مرات في اليوم".
لكن أحد العاملين بالشركة القابضة للكهرباء أوضح لـ"عين الأسواني"، إن التيار الكهربائي يعود مرة أخرى بعد انقطاعه بنفس القُدرة ولا يسبب أية عُطل في الأجهزة.
وتعطل التكييف لدى ر.ع. ربة منزل، وكلفها هذا مبلغ كبير، تقول:"انقطاع التيار يضاعف حرارة الطقس، والأطفال لا يتحملون ذلك ويشعرون بالذعر، بالإضافة إلى أنني لم أستطع شراء الخبز من الفُرن بسبب انقطاع الكهرباء".
وتعتبر مناطق "المحمودية، النفق، الحكروب" من أكثر المناطق تضررًا، إذ تنقطع الكهرباء 5 ساعات متقطعة وهي: “4 إلى 6 صباحًا، 12 إلى 1 ظهرًا، 4 إلى 5 عصرًا، 7 إلى 8 مساءً"، بحسب ما أفادنا به بعض سكان هذه المناطق.
ويرى أيمن داوود، من سكان المحمودية، أن أوقات قطع التيار لديه غير ملتزمة بالجدول الذي تم نشره على صفحات مجلس الوزراء نهاية يوليو الماضي.
ولم يستطع محمد مصطفى، طالب، الالتزام بحضور "كورس" في اللغة الإنجليزية بمنطقة العقاد، ففي اليوم الأول والثاني انقطع التيار الكهربائي في موعد المحاضرة، يقول: “الكورس يبدأ بعد عودة التيار وأنا لديّ مواعيد أخرى للأسف".
أما عمار محمد، الذي يعمل في مركز لصيانة السيارات، فأوضح: "العمل يتوقف نهائيًا وقت فصل التيار الكهربائي وهو مرتين يوميًا كل مرة ما بين ساعة ونصف إلى ساعتين؛ لأننا نستخدم الرافع الخاص بالسيارات وماكينة لغسل السيارات"، مضيفًا أن العملاء يتركون المكان لأنهم لا يتحملون الحرارة المرتفعة في غرفة الاستراحة.
وفي محل للأحذية، تسابق هبة، عاملة بالمحل الوقت لكي ينتهي الجمهور من قياس الأحذية وشرائها قبل فصل التيار، تقول: “العميل حين تنقطع الكهرباء يترك المكان لأنه يبحث عن تهوية جيدة ولا يعود للمحل مرة أخرى، وبالتالي تنخفض المبيعات".
وفشلت سيدة، تعمل في مؤسسة للتخاطب في عمل جلسات للتكامل الحسي للأطفال للتدريب على التخاطب، تقول: “هذه الجلسات تحتاج إلى إضاءة وكهرباء للأطفال.. وهذا التخفيف في الأحمال يؤثر أيضًا على كاميرات المراقبة ويتلفها".
ويفقد عامر خالد، عامل في مقهى بأسوان، رواده في المساء حين ينقطع التيار الكهربائي، إذ يخسر كل الذين جاءوا لمشاهدة مباريات كرة القدم، وهو ما يشعره بالحُزن لأن أوقات المباريات يشهد المقهى إقبالًا بالأساس.
واجتمع الرئيس عبدالفتاح السيسي في 10 أغسطس الجاري، مع الدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء، والدكتور محمد شاكر وزير الكهرباء والطاقة المتجددة، والمهندس طارق الملا وزير البترول والثروة المعدنية، لمتابعة ملف تأمين احتياجات المواطنين والأنشطة الاقتصادية من التيار الكهربائي بشكل مستدام وثابت، وتجنب تكرار حدوث انقطاع التيار الكهربائي مستقبلًا، ووضع سيناريوهات متعددة للتعامل مع الاحتمالات المختلفة في هذا الصدد.
وأعلن الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس الوزراء في 19 يوليو الجاري خلال اجتماع الحكومة خطة لتخفيف الأحمال، قبل أن تخرج الحكومة لاحقًا في 31 يوليو الماضي وتعلن جدول التخفيف كل محافظة على حدة، وهي الخطة التي بدأت بشكل رسمي في الأول من أغسطس الجاري.