"الحر" و"تخفيف الأحمال" يضاعفان معاناة المواطنين في سوهاج

كتب/ت رفيدة أشرف
2023-08-16 00:00:00

لا حديث بين الناس منذ منتصف يوليو الماضي إلا عن تخفيف الأحمال الكهربائية، خاصة بعد إعلان مجلس الوزراء المصري في نهاية الشهر ذاته عن جدول كل منطقة في التخفيف، ومن بينها محافظة سوهاج التي عانى مواطنوها من انقطاع التيار الكهربائي لأكثر من ساعة في عدة مناطق بالتزامن مع ارتفاع درجات الحرارة في صعيد مصر، حسبما رصدت "أهل سوهاج".

ولا تستطيع روان محمد، الساكنة في مركز أخميم الذهاب إلى عملها يوميًا، إذ تنقطع الكهرباء وهي تقوم بكيّ ملابسها وهو ما يجعلها لا تستطيع الذهاب إلى العمل، وتتحدث عن معاناتها اليومية مع استمرار انقطاع التيار الكهربائي: "في البداية كان ثلاث مرات ثم زادت إلى خمس مرات يوميًا".

بإرهاق يغطي ملامح وجهها واصلت روان الحديث عن تأثير تزامن انقطاع التيار الكهربائي مع ارتفاع درجات الحرارة تقول: "هذا التعب مضاعف إذا ما تراكمت عليّ الأعمال المنزلية مثل تنظيف المنزل أو طهي الطعام".

ولا ترى روان حلًا للأمر سوى تغيير موقع قطع التيار، بحيث لا يتزامن مع مواعيد إنجاز الأعمال.
    
خلود خيري، تسكن في شرق مدينة أخميم، وتعاني أيضًا من انقطاع التيار ثلاث مرات تمتد كل مرة لساعة كاملة، بين الساعة 11 صباحًا و5 مساءً ثم 11 مساءً، توضح: “بعد اعتماد جدول تخفيف الأحمال أصبحت الكهرباء تنقطع مرة واحدة لمدة ساعة من 9 إلى 10 مساءً". 

وتقيم خلود في منزل من طابق واحد؛ ولذا فالشمس موجهة ناحيتها طوال النهار، ولا تستطيع وأهلها النوم في أثناء غياب الكهرباء بعد رجوعهم من العمل؛ نتيجة لارتفاع درجات الحرارة، مضيفة أن معظم أجهزة المنزل تضررت من استمرار تخفيف الأحمال. 

وتخشى هدير فؤاد، من قرية إدفا، من تأثير انقطاع التيار الكهربائي على الأطفال؛ بسبب ارتفاع درجات الحرارة، تقول: “نحن كبار السن قد نتحمل أما الأطفال فلا". 

وينقطع التيار الكهربائي في منزل هدير ساعتين يوميًا انخفض الآن إلى 45  دقيقة من الثانية ظهرًا إلى الثالثة إلا ربع عصرًا، وهو ما قد يؤثر على عملها المرتبط بالإنترنت، لينتهي الأمر بعدم إنجاز أو تأجيل أعمالها أو عدم قدرتها على كيّ ملابسها، بالإضافة إلى معاناة ابنة أختها الصغيرة وبكائها المستمر في فترات تخفيف الأحمال بسبب شدة الحر. 

وتتفهم نهلة أحمد، من سكان مركز جهينة في سوهاج، أزمة تخفيف الأحمال، لكن تزامنها مع ارتفاع درجات الحرارة وما يصاحبها من رطوبة شديدة يضاعف معاناتها اليومية، وتقول: “أعلم أن الأمر خارج عن إرادة وزارة الكهرباء وأن التغيرات المناخية هي السبب". 

وأضافت: “عدد مرات قطع التيار الكهربائي كانت من ست إلى سبع مرات خلال اليوم في بداية الأزمة، ولكن بعد قرار تخفيف الأحمال انخفض عدد المرات إلى واحدة يوميًا من الساعة 12 إلى  الواحدة ظهرًا".

وفي أوقات أخرى لا تستطيع نهلة استكمال عملها كمحاضرة ومدربة في مجال الندوات الصحية، فانقطاع التيار الكهربائي يوميًا يعيقها عن تقديم الندوة ويؤثر على انتباه الحضور مع شدة الحرارة، لذا اضطرت إلى إلغاء جدول عدة ندوات طوال الأسبوع. 

واجتمع الرئيس عبدالفتاح السيسي في 10 أغسطس الجاري، مع الدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء، والدكتور محمد شاكر وزير الكهرباء والطاقة المتجددة، والمهندس طارق الملا وزير البترول والثروة المعدنية، لمتابعة ملف تأمين احتياجات المواطنين والأنشطة الاقتصادية من التيار الكهربائي بشكل مستدام وثابت، وتجنب تكرار حدوث انقطاع التيار الكهربائي مستقبلًا، ووضع سيناريوهات متعددة للتعامل مع الاحتمالات المختلفة في هذا الصدد.

وأعلن الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس الوزراء في 19 يوليو الجاري خلال اجتماع الحكومة خطة لتخفيف الأحمال، قبل أن تخرج الحكومة لاحقًا في 31 يوليو الماضي وتعلن جدول التخفيف كل محافظة على حدة، وهي الخطة التي بدأت بشكل رسمي وأوضح في الأول من أغسطس الجاري.